من اخطر المحاضرات فى التربية المحاضرة التى هزت مسلمات التربية العربية تربية الاطفال من منظور رعوى
اولا
: التربية بين التسلط و الرعاية :
بقلم : احمد حمدى حسن حافظ
بقلم : احمد حمدى حسن حافظ
يقصد
بالتسلط :
عموما الاستبداد بالرأى او القرار او الفعل ، والمجتمع السلطوى ينتج معلمون
ومربيون سلطويين (قم للمعلم وفيه تبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا حتى وان علمنى
خطأ ومن علمنى حرفا صرت له عبدا والاسلام حررنا من عبودية غير الله ) وبالتالى
ينشأ الاطفال على الخضوع و التبعية ( للاقوى ايا كان ) ويخلد ذلك النوع
من التربية التسلط الاجتماعى .
فهل
نحن حقا نريد جيلا من الاحرار ، ان كان الامر كذلك فالتربية الحرة لا تتحقق الا فى
ظل وجود مجتمع متحرر من التسلط ( اربلاستر 1994)
والرعاية
هى العناية وتوفير المناخ الصحى والسبل لحياة صالحة فالحة نظيفة جميلة وهى اساس
التربية .
فأمرأة
عمران تنذر ما فى بطنها لخدمة بيت الله وهو المسجد الاقصى وهى بذلك تخرج عن كونها
تطمح فى مستقبل ابنها ككل الامهات ان تكون له مهنة ذو وجاهة فى المجتمع الذى يحيا
فيه ، او حياة خاصة لذلك الولد أو تلك البنت فهى على العكس من
ذلك تهبه لله .
فماذا فعل الله فى تلك الهبة وذلك القربان
" فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍوَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا
حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا
قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَّشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَاب"( ال عمران 37 )
بل
والاكثر من ذلك قوله تعالى "وَإِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ
اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ
العَالَمِينَ (ال عمران 42)
هكذا
يعامل الله هبته وتنبت اى تتنشئ مريم أفضل واحسن تنشئة او نبات انها تنشئة الله
لمن وهبت له . تنشئة تجعلها من افضل نساء العالمين .
فان تحرر ابنك من رق الوالدية يكن افضل الناس .
الاستقلالية
:
يقول
الله ايضا فى محكم اياته " وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ
انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانا شَرْقِيَّاً (16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ
دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
سَوِيَّاً (17 ) (مريم 16 – 17 ) من يشتكى من ان ابنه او بنته انه
بعيدا عنه له استقلاليته ربما فى مكانا بعيدا نائيا عله يكون شرقيا ، وبينه وبين
ابنه قطيعة علها حجاب من دون الاهل . وللمتأملين فقط ما العبرة فى كون رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولد يتيما بلا اب ولا ام الا نلاحظ ان الله يحرره من شئ ما !
او يختار له المربى الافضل (الم يجدك يتيما فأوى ) الضحى
6 .
يا
ليت كل ابناءنا محمدا وكل بناتنا مريم يربيهم خير مربى وينشئهم خير منشئ انه الله
سبحانه وتعالى " وَلْيَخْشَ
الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا " ( النساء 9 ) الله
خير مربى فالتربية صيغة تفعيل لصفة رب وهى احد اهم صفات الالوهية الا وهى الربوبية
، الرب هو الراعى وكون الله ربا اى محققا للعناية الالهية للعبد ، وما كان عطاء
ربك محظورا حتى على الكافر والعاصى فهناك عناية الهية .
فهيا
معى نحرر ابناءنا من رق والديتنا لهم ونترك لهم حرية الاختيار ونترك الله رب
العالمين يربيهم فيا الله! ربى ابنائى
واحب
فى هذا المقال ان احدثكم عن قصة البقرة ، التى سميت باسمها اول سورة فى القرآن فهى
بقرة مقدسة صفراء لا شية فيها ، انها بيعت بأعلى سعر لبقرة وكان يملكها يتيمان قال
ابوهم قبل الموت اللهم انى استودعك بقرتى هذه وتركها ترعى فى الغيطان فهذا الرجل
المتوكل على الله استودع الله البقرة واستودع الله ابنائه فبيعت البقرة باعلى سعر
لبنى اسرائيل واستفاد من سعرها الايتام فهكذا يفعل الله فى الودائع التى تعطى له
فهلا استودعتم ابناءكم الله ، انه ليس تشجيعا على الاهمال فى التربية فكلكم راع (
وليس حاكما او ملكا ) وكلكم مسئول عن رعيته ، وكفى بالمرء اثما ان يضيع
من يعول ولكن التوكل على الله فى التربية واخلاص النية لله واستوداع الله الابناء
هو الذى يجعل التربية تفلح .
والاهم
من ذلك ان من يتوكل على الله فى التربية حق توكله لا يمكن ان يصادر على اختيارات
ابناءه او يكون متسلطا عليهم بل على العكس يحرر اولاده من اى شبه رق فى الوالدية
اى شبه تسلط او استبداد . اى حرية اختيار هذه ! وياليت تربيتنا ربوبية
بها رعاية لا تسلط .
الا
تعلمون ان كل ميسر لما خلق له ، هل تعلم لما خلق الله ابنك ؟ الله وحده هو الذى
يعلم . ولذا هو الذى يربى .
ثانيا
: دور الراعى :
المناخ
الصحى
· الحرية
· التعليم
المستمر
· التحفيز
· تشجيع
الابتكاروالابداع
· تشجيع
التعاون
· توفير
الامان
· الاجواء
السعيدة المتفائلة المرحة
اما عن الاسلوب فان اغلب اباء اليوم تعلموا فقط ان يعيشوا من اجل ابنائهم ،وليس معهم فانشغال الاباء عن الابناء سمة لعصر كل يجرى فيه - اكثر من اللازم - على لقمة عيشه ، ونسينا ان التعاطف والتضامن والمؤازرة من الرعاية والعناية والتربية وليكن شعار الابناء
عيشوا
معنا ولاجلنا
ليس
معنا فقط
ليس
لاجلنا فقط
كما
نسينا ان لغة الجسد اكثر اللغات تعبيرا عن الحنان و الدفء فمنذ متى وانت لم تحضن
ابنك او ابنتك او تقبلهما او تلعب معهم او حتى تجلس معهم وتشاركهم اهتمامتهم .
قال
الخضر وهو يربى موسى (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تحِطْ بِهِ
خُبْرًا) )الكهف 68 ) النبى
موسى عليه السلام كليم الله والمدعم بوحى الاله لا يصبر على ما لم يحط به خبرا فما
بالك باطفالنا ! الذى نصدر لهم الاوامر بلا ادنى توضيح او تفهيم او شرح ( اين
التفاهم مع اطفال صغار )
خامسا
الثواب والعقاب : كثيرا منا يتشدق بنظرية الثواب والعقاب فلماذا لا نربى
ابنائنا بالثواب الثواب فقط ومنع الثواب يكون هو العقاب وليس بالثواب والعقاب الا
تعلموا ان كثير من فرق الصوفيه تنكر الوعيد وتشهد بالوعد .
الوعد
هو الثواب و الترغيب فى الجنة وعكسه هو الترهيب والانذار والتهديد والوعيد والعقاب
والنار منكرة عند اغلب فرق الصوفية فالله احن على الانسان من امه فهل تلقيه فى
النار ولكن لو علم ذلك العامة من الناس لتجروأ على المعاصى .
سادسا
: النضوج : ساتكلم الان
عن فكرة النضوج و الخبرة والعلم وعلاقتها بالسن والحقيقة انه لا علاقة مطلقا لهذا
الاشياء والسن ففى ثقافتنا الاسلامية نقول الفتى والفتاة والصبى والصبية والغلام .
وكلها الفاظ لها امارات قوة ونضوج ويقول الله فوق قولنا"لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين 4
) ولكننا
نقول مراهق خطير غير ناضج ونستعمل الكلمات بعنصرية خطيرة وربما يكون صبى او صبية
انضج من كهل او العكس كلها امور لا علاقة لها بالسن الم يقل ابراهيم لابيه : يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ
العِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيَّاً(مريم 43 ) فالله اعلم اين يضع علمه وحكمته .
Comments
Post a Comment