العنف والتعليم


من واقع التعليم المصرى
بقلم : احمد حمدى حسن حافظ 
العنف ..والتعليم  "أوعى اسمع نفس "
" قبل الوجود قبل الميلاد بيدمروا بيكسروا الاشياء "

يعتقد البعض أن مشكلة العنف مشكلة اجتماعية عامة تتزايد في الاونه الأخيرة بفعل زيادة الضغوط الملقاة على عاتق الإنسان و أهمها الضغوط الاقتصادية بل واقتصرت النتائج المشهورة للأبحاث في مشكلة العنف عند الطفل على تأثير الأعلام علي الطفل والتفكك الأسرى والتشاجر أمام الطفل وكأن المدرسة مؤسسة بريئة من تلك الظاهرة بل يراها البعض محدودة التأثير على الطفل فيما يخص العنف و المتهم الآسرة والتلفزيون .

إلا إنني أرى أن مشكلة العنف عند الأطفال تبدأ مع المدرسة  ويمكن التحكم فيها كليا عن طريق المدرسة أيضا ولا ينافسها في ذلك منافسا اللهم سوى  ما يعرف على انه عنف الزحام المرتبط بسيكولوجي الزحام في الشارع المصري . و لا تعد المدرسة خالية من عنف الزحام أيضا ,   فالمدرسة تظل العالم الأكبر بالنسبة للطفل ولسنوات عديدة  و لا يمكن تجاهلها مطلقا في موضوع العنف.

و أشكال العنف تصنف كالآتي :

1 - عنف بدني : اعتداء على البدن مقصود أو ( غير مقصود نتيجة الزحام والحركة 
                       العشوائية )

2 - عنف لفظي : السب و الشتيمة
3 - عنف نفسي :  ويسمى أيضا الحرب النفسية سواء المعلنة او الغير معلنة و نجدها بكثرة في واقع العملية التربوية وعلى الأخص من المعلم و الإدارة كملمين بالكثير عن سيكولوجيا الطفل يستطيعون التحكم فيها لمصالحهم الشخصية . 

4 - عنف عقلي : عملية التعليم التلقيني المعتمد على التلقي والحفظ والصم مما يوقف حركية الإبداع والياته لدى الطفل هو اكبر عنف عقلي .
5 - عنف مادي – مالي  : عملية الابتزاز المادي للطلبة من اجل الدروس الخصوصية والمجموعات و الهديا و التبرعات و المصاريف  فضلا عن كونها تؤثر على شكل المعلم كقدوة فإنها مسئولة عن مشكلة التسرب من التعليم وتكوين اتجاهات سلبية غير مطلوبة لدى التلميذ .
أما عنف من ضد من؟
فهو أيضا أشكال
1 - عنف المقرر ضد التلميذ : أي الالتزام بالمقرر ككتاب مقدس يقول لنا كل ما هو صادق وحقيقي و لا ينبغي للعقل أن يعمل بأي شكل إبداعي يفضي لنتائج ربما تكون مخالفة لهذا الكتاب لانه هو الكتاب الذي يعد نموذج التقيم الذي لن ينظر لغيره .

2 - عنف المقرر ضد المدرس :  الالتزام بالمقرر هو ما يجعل المدرس قدير ممتاز أما ما يتعلق بنشاطه الإبداعي يعتبر فزلكة مرفوضة .

3 - عنف الإدارة ضد التلميذ : ممنوع الإجازات المرضى و إلا حرمت من حضور الامتحان ممنوع الخروج  من خارج حدود الفصل و إلا تعرضت لعقاب , ممنوع زيارة الطبيب المدرسي لو انتابك أي طارئ مرضى لان المدير منبه مفيش حد في الحوش ممنوع شرب المياه او الأكل او دخول الحمام الا في الفسحة العشرين دقيقة  ممنوع الكلام او الدوشة او الإزعاج ممنوع التأخر على المدرسة لائحة الممنوعات الإدارية في المدرسة كثيرة بحق   

4 - عنف الإدارة ضد المدرس : ممنوع الإجازات ناهيك عن توزيع الحصص الاحتياطي و اللجان و الزيارات المفاجئة و الأعمال الإشرافية و التشريفية  ناهيك  دفتر الحضور والانصراف ( فضلا عن المرتب !!)

5 -  عنف المدرس ضد التلميذ : نظرية العقاب دون ثواب القديمة والعنف المادي المالي  و العنف العقلي والنفسي

6 - عنف التلميذ ضد التلميذ:  إنعاس  طبيعي  لعملية تربوية تمحورت حول العنف
7 -  عنف التلميذ ضد المدرس :   رد فعل اكثر إيجابية وان كان اكثر خطورة
8 -  عنف التلميذ ضد الإدارة:  امتداد لعنف التلميذ ضد المدرس
9 – عنف التلميذ  ضد نفسه : كل الظواهر السلبية كالتدخين والإدمان و العنف الأسرى .

بالطبع  فان كل هذه الأشكال من العنف لا وجود لها في الواقع الحقيقي !  و إنما هي محض فعل تجريبي أقوم فيه بتخيل الأوضاع في عالم الخيال المعاش فقط من اجل إيجاد حلول اكثر خيالية  فالكلمة المحبوبة في فم كل تربوي  المدرسة رمز النظام والإنسان بطبيعته رمز الفوضى فهل بدعوى تحجيم العنف نفقد المدرسة كلمة النظام العليا و النظرية الخلابة للثواب والعقاب؟ فلابد لسور المدرسة أن يكون عاليا شامخا مذودا بالأسلاك الشائكة وشبابيكها مغطاة بالحديد تفتقد الزجاج فلا وجود لميزانيات له الأهم  ذلك الحديد لا أدرى لماذا يتخذ عندنا مفهوم النظام صورة المعتقل دون كل المفاهيم الفلسفية الأخرى المعطاة  له .

لكنني متفائل بان هذه الصورة لن تستمر لان الإرادة السياسية متجهة لتحقيق لا مركزية التعليم الكفيلة بالقضاء على كل هذه الأشكال السخيفة من العنف ولكنها مشروطة بوجود الإرادة الشعبية الواعية التي تستطيع تحقيق لا مركزية التعليم .

Comments

Popular posts from this blog

فلسفة اولى ثانوى الدرس الاول

اشهر 10 مشكلات فى تربية الاطفال

وسائل التربية الخمس