التعليم فى مصر نظرة استشرافية
"التعليم فى مصر : نظرة إستشرافية"
تأليف
أحمد حمدى حسن حافظ
2011
شكــر وعــرفان
تتزاحم فى وجدانى المعانى باحثا عن كلمة تعبر عن المعنى المراد من الحب والتقدير و العرفان فلا أجد ... سوى أن أدعو ربى مخلصا بان يقدرنى على حق الوفاء .
لكل
من فتح ذراعيه بكل الحب والحنان لاحتضان اى عقل صغير يتأمل .. يفكر .. يحلم فينضج الصغير ويصبح يوما ما كبير يبنى بالإبداع كيان ومستقبل عالمه تحت أفق الحرية المستنير .
لكل
من أثرى روح هذا العالم بالمشاركة أو البحث أو الفكر أو الرأى أو العمل .
لكل
من كان صادقا مع نفسه ومحبا للآخرين بفكره وعمله وقراراته .
لكل هؤلاء البناة تدين المجتمعات بحق الوفاء .
بحلم بدراسة
بحلم بدراسة 12 شهر
خايف يضربنى عيال الفصل
خايف يضربنى عيال الفصل
بحلم بدراسة 12 شهر
ميكونش فيها حفظ وصم
ميكونش فيها حفظ وصم
اصل التعليم
دوقتى يا ناس
بقه زيه زى القلقاس
ناشف ومجعلص
بس حيتاكل ويلبص
تطحن
وتذاكر
وتفأفأ
اه يا موس
وتخش اوام على كراسه
مليانه كلام ملهوش عازة
لاجل اليوم الموعود ميعدى
وتجيب أعلى الدرجات
دوقتى يا ناس
بقه زيه زى القلقاس
ناشف ومجعلص
بس حيتاكل ويلبص
تطحن
وتذاكر
وتفأفأ
اه يا موس
وتخش اوام على كراسه
مليانه كلام ملهوش عازة
لاجل اليوم الموعود ميعدى
وتجيب أعلى الدرجات
تكبر وهاتكبر وبتكبر
وشهادة وراها شهادة
والاخر اقوى شهادة
طالع م التعليم
أجهل بكتير
طالع بريالة
منتاش فاهم آه يا خسارة
اصل الحفظ يا واد بلا خيبة
عمرة صغير زى الكدب
وبعد دا كله بتقولى فين حقى ف وظيفة مرتاحة ؟!
جوا الكراسة كلام ورتوش
مش علم نفوس
مش واقع ملموس محسوس
جوا الكراسة كلام وخلاص
مفهوش أحلام
عن واقع
عن دنيا جميله
عايش فيها الانسان
وشهادة وراها شهادة
والاخر اقوى شهادة
طالع م التعليم
أجهل بكتير
طالع بريالة
منتاش فاهم آه يا خسارة
اصل الحفظ يا واد بلا خيبة
عمرة صغير زى الكدب
وبعد دا كله بتقولى فين حقى ف وظيفة مرتاحة ؟!
جوا الكراسة كلام ورتوش
مش علم نفوس
مش واقع ملموس محسوس
جوا الكراسة كلام وخلاص
مفهوش أحلام
عن واقع
عن دنيا جميله
عايش فيها الانسان
من ديوان " صراخ على الهامش "
الحائز على جائزة الدكتور رفعت السعيد للشعر العامى .
تقييم البحث العلمى
عرض جدلى
اتباع المنهج العلمي المنطوي على تحديد المفاهيم بوضوح , وتحديد المشكلة بدقة , واختيار المنهج الملائم لموضوع البحث , والوصول لنتائج تقترب من الصدق.
اصبح من رابع المستحيلات على الباحث في عصرنا هذا
وذلك ما ينبئنا به علم مناهج البحث المعاصر ليتحول البحث العلمي
إلى نوع من الأداء الإبداعي الحر الذي لا يعرف المصادرات المنهجية
أما جدية العرض , والتسلسل المنطقي للأفكار , والترابط بين أجزاء العرض في وحدة ووضوح وسلامه لغوية .
يعد بالأمر الغير مستحب في إطار الثقافة المعاصرة الأفقية التي تدرك أن العروض الراسية للأفكار تنطوي على قدر كبير من الغرور والتشكيل الكاذب
والمحتوى الكبير من المادة العلمية الذي يدل على إحاطة الباحث بموضوع بحثه , فضلا عن إطلاعه على الجهد السابق عليه , وتحليه بالأمانة العلمية .
يهتز بشدة في عالم المعلوماتية والتدفقية الشديدة للمادة العلمية التي تصيب أي باحث بما يعرف بظاهرة Over Informations التي تجعل من الإنسان المعاصر عقلا خاويا يحتاج إلى ذلك التطهر من المادة العلمية كي يبدع منطلقا من النقطة الصفرية .
وفوق كل ذلك على الباحث أن يكون موضوعي متميزا بوجود شخصيه واضحة ومستقلة تعبر عن موقف خاص به يتسم بالنضوج والموضوعية .
بعد هذا العرض الجدلي السريع لشروط تقيم البحث العلمي
اقول لقد اردت الخروج بهذا البحث من كونه بحث علمى الى كونه رساله فلسفية واداء ابداعى حر
تمهيد :
منذ حوالى أكثر من سبعة الالاف سنة كان ( ذكر) الانسان الحكيم Homo Sapiens يمارس عملية (الجمع والالتقاط ) المعروفة لسد حاجاته الاساسية المادية الملحة ، وفى هذه الاثناء كانت (أنثاه أو زوجته ) تتمتع ب"وقت فراغها "[i] ؛ فلاحظت ان بعض الحبوب عندما توضع فى الارض ويسقيها ماء المطر تنبت وبعد مدة ثمر ، فبأكتشاف تلك المرأة لما سمى بعد ذلك الزراعة بفضل وقت الفراغ تغير وجه البشرية ، وعرف الانسان الاستقرار و الوطن ، فكانت مصر اول الاوطان الزراعية الكبرى للانسان .
وكانت الزراعة مرحلة الانسان الثانية بعد الجمع والالتقاط ، مرحلة الاستقرار ، مرحلة تشكل المجتمع ، مرحلة التضامن من أجل الرى ، مرحلة مقايضة السلع والخدمات ، مرحلة الحكومات المركزية ، الى ان عرف الانسان متأخرا فى القرن التاسع عشر تقريبا الصناعة المميكنة المعتمدة على قوة البخار .
فقامت الثورة الصناعية فى اوربا ، ومن اجل التزود بمزيد من الوقود اللازم للصناعة و المواد الاولية لها ، حدث الاستعمار وتشكل العالم الاول أو الدول الاستعمارية الكبرى ، أو العالم المتقدم مستغلا العالم النامى الثالث عالم الجنوب ، وبعد مدة قصيرة نسبيا تقدمت تكنولوجيا المعلومات فانتقلت المجتمعات الاوربية الى المجتمعات ما بعد الصناعية حيث اصبحت المعلومات " سلعة وتجارة " ، و المعلومة هى " بيان " اساسا حدث له عملية معالجة أواعتمال processing ليصبح " معلومة " بما لها من ان تتحكم فى عالم الحاجات و الموارد ، عالم الاقتصاد بدرجة كبيرة واساسية ، وبعد التراكم المعلموماتى الرهيب يوشك العالم ان يدخل الان عصر جديد انه عصر " مجتمع المعرفة " .
لنا ان نقف هنا لنفرق بين ثلاث كلمات مفتاحية فى عصرنا هذا ( بيان / معلومة / معرفة) ( Data / information / knowledge) البيان هو المادة الخام والاولية التى يتم معالجتها ( معالجة , اعتمالprocess ) بحيث تصبح معلومة , ثم يتم ترتيب كم معين من المعلومات فى ذهن الانسان بحيث يتيح له ذلك الترتيب التعامل مع الواقع فى تفعيل المعلومة و توظيفها . ولتقريب الفكرة للاذهان يمكن ان يكون الرقم 100 بيان ماخوذ من ترمومتر يقيس درجة حرارة الماء , يتحول هذا البيان الى معلومة عندما نلاحظ ان الماء قد تبخر عند هذه الدرجة من الحرارة , وتتحول الى معرفة عندما اتخلص من الماء الغير مرغوب فيه عن طريق التبخير( هناك بدائل أخرى للتخلص من الماء وتجفيفه واختيار هذا البديل يتحكم فيه ظروف معينه قائمة على حساب مكاسب ومخاسر او حساب اخطار معين ) . او اطفئ المشعل حتى لا يتبخر الماء ويضيع ( اذا كنت حريص على الماء ولا اريد تبخيره ) او اضيف لعملية التبخير هذه عملية تكثيف بحيث اقطر الماء ويتم ذلك فى عمليات تحلية الماء ( ليس هذه هى الطريقة الوحيدة لتحلية الماء ولكنها احد الطرق فى نموذج معرفى محدد ) . وهنا نقول اننا فعلنا المعلومة ووظفناها فاصبحت معرفة .
لعلنا سمعنا كثيرا عن ذلك المفهوم " مجتمع المعرفة " ولكننا لا ندرك على وجه الدقة ما هو بالضبط بل اننا نخلط كثيرا بين عصر المعلومات الذى تميز بكون المعلومة اصبحت فية مصدر للقوة والوجود والثروة تتجاوز الحدود وتعبر القارات عبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحاسوب ، نخلط بين عصر المعلومات الذى اصبح امر واقع يميز الاقتصاد ما بعد الصناعى و" مجتمع المعرفة " الذى يعد بالامر الذى ينشد أو لم يتحقق بعد . أى مازال فى حكم اليوتوبيا "مجتمع المعرفة " .
يقول لنا الدكتور نبيل على " يقصد بمجتمع المعرفة ذلك المجتمع " القائم على استغلال المعرفة كأهم مورد للتنمية الاقتصادية والنماء الاجتماعى بصفة عامة[ii] وبعبارة أخرى يقولون ان اكثر من 40 % من اجمالى الدخل القومى فى الدول المتقدمة من خلال انتاج المعرفة ونشرها واستهلاكها[iii] يقصد هنا " السلع الثقافية " كالافلام الترفيهية ، ولعب الفيديوجيم ، والكتب ، و البرامج التليفزيونية ، والمسلسلات ، وشرائط الكاسيت ، واسطوانات cd ، والبرمجيات ،... إلى اخر السلع الثقافية الغير محدودة
فكمية المعلمومات التى انتجت فى الفترة الاخيرة اكثر من تلك التى انتجت فى خمسة الالاف سنة مضت ، والفرق بين المعلومات والمعرفة أن المعرفة هى ثمرة التفاعل بين ذات واعية وموضوع للوعى أى ثمرة التفاعل بين الانسان ومحيطه المعلوماتى وبيئته الذكية بغية مزيد من التكيف[iv] أى ثمرة التفاعل بين الانسان والمعلومه فتعنى المعرفة القدرة على خلق قيم مضافة الى العمل و الاقتصاد وعلى تحسين نوعية الحياة ( جودة الحياة : احد اهم اهداف التنمية المعاصرة ( اسلوب حياة يتميز فى الفكر والوجدان والسلوك والعمل ) .
التوظيف المعرفى هو العملية التى يحدث فيها التشغيل الفعال للموجودات أو الاصول المعرفية ولحسن استثمارها وجعلها قوة لنمو الفرد وتقدم للمجتمع[v] أذن يمكنا تلخيص ما فات فى الاتى ان نمط الاقتصاد ( الحاجات و الموارد ) فى المجتمع تحول من الجمع و الالتقاط الى الزراعة الى الصناعة الى المعلوماتية الى المعرفية ؛ التى تعنى التعاطى المعلوماتى مع الواقع . وهذا التحول تاريخى ونحن نعيش اليوم فى نمط الاقتصاد المعلوماتى وغدا سنعيش فى نمط الاقتصاد المعرفى .
وظهور نمط اقتصادى لا ينفى النمط الاخر من الاقتصاد وانما يعززه فاليوم الزراعة صناعة معلوماتية يستخدم فيها المعلومات و المعرفة الزراعية وكذلك الصناعة فلم يعد اليوم مكانا للزراعة والصناعة اليدوية والتى تتم بدون معرفة وكذلك التجارة التى حدث فيها تقدم هائل بفعل المعلومات و الاتصال و تكنولوجياتهم فاصبح انتقال السلع والخدمات اسهل بكثير ، وكذلك حرية السوق.
– تفعيل Applied - فعال Effective : التفعيل هى العملية التى تحول المعلومة لمعرفة اما الفاعلية فهى مدى الكفاءة و السرعة فى تحقيق ما نصبوا اليه من اهداف ونحن نستخدمها هنا لوصف نوع من المحتوى المعرفى الذى يكون له اكبر الاثر فى التعامل مع الواقع .
ان ثمة عدة مفاهيم اساسية فى عصرنا هذا يجب ان يكون لدينا الماما بها و اهم تلك المفاهيم هى مفهوم أقتصاد المعرفة وخصوصا اذا ادعيت ان تأسيس أقتصاد معرفى فى بلدنا مصر هو الحل الوحيد بل والناجع لحل معظم بل كل مشاكل المجتمع المصرى من فقر وبطالة ، خصوصا اذا عرفنا ان معظم العاطلون عن العمل فى مصر هم من أصحاب المؤهلات العليا أى الذين تمرسوا على العمل المعرفى فى الجامعات ، ان أقتصاد المعرفة ذو شقين الشق الاول هو انتاج السلع الثقافية والتجارة فيها ، وهذا الشق المفهوم منها و الشق الثانى الاهم والاخطر هو تطوير الانشطة الاقتصادية التقليدية باستخدام المعرفة وهو الشق الاهم .
ولنا ان نتفاءل حيث ان المحتوى المعرفى للثقافة المصرية محتوى نادر وفريد وعليه الطلب يستطيع دائما ان يجد مستهلكا له .
تنوع خلاق = حرية اقليات = تنمية
انظر معي إلى تلك المستعمرة البكتيرية الموجودة في بيئة مغلقة تتوالد البكتريا بسرعة وتعكر المحلول ثم لا تلبس أن تموت جميع البكتريا وتترسب في القاع وذلك لانهم استنفدوا الغذاء والأكسجين نتيجة تزايد عددهم فيما يعرف في العلم بمذبحة الإثراء والتشبع أما إذا كانوا مختلفين متمايزين متنوعين متفردين عن بعضهم في نوعية الغذاء مثلا لما ماتوا جميعا ليس هذا ما اعنيه بالضبط عندما أقول المجتمع الاستاتيكى الثابت محكوم عليه بالفناء ولكنه شيئا من هذا القبيل فالموضوع اكثر تعقيدا وتداخلا وتركيبا
والتنوع مهم لاحداث التنمية . المعنى اللغوي للتنمية فى الإنجليزية: التنمية هي the development
De بادئة بمعنى منع ve توحي في الإنجليزية بالالتفاف lop توحي في الإنجليزية بالحلقة
أي أن الكلمة تعنى بدقة منع التفاف الحلقة
وهنا نسأل هل المقصود منع لإغلاق الحلقة وتركها دائما مفتوحة لتواصل تطورها في دورات أوسع فتخلق حلزون يزداد قطره بمرور الزمن هذه هي التنمية
ولنضرب ذلك المثال
لدى منتج ما و أحاول تسويقه من خلال دائرة علاقاتي
هذا هو الإنتاج
لكن إذا سعيت لاكتساب علاقات جديدة من اجل تسويق منتجي مستقبلا عبر هذه العلاقات التى مازالت تنشأ
تكون هذه هي التنمية
ربما هذا المثل يوضح الطابع الاستثماري للتنمية ( لاحظ كلمة تسويق مستقبلي ) أي أن التنمية تختلف عن الإنتاج المباشر فهي التضحية بجزء من عناصر الإنتاج (جهد مال وقت ) من اجل مستقبل افضل للإنتاج ( الطابع الاستثماري المستقبلي لكلمة التنمية) .
لكننا نستشف من العرض الاصطلاحي للتنمية إنها عملية توسيع للاختيارات الإنسانية وهو ما يتطابق مع المعنى اللغوي منع إغلاق الحلقة
مركزية الاقتصاد( في النشاط الإنساني أي التنمية ) في عالم ما بعد الاقتصاد ؟
كلمة هامة استوقفتني في كتاب ليوتار الظرف ما بعد الحداثى إعادة تشكيل الاقتصاد
Reformation of the ecnomic
هو يتحدث عن ذلك في سياق حديثة عن المتغيرات في الاقتصاد الغربي التي حدثت بفعل الثورة الصناعية الثانية ثورة الانفوميديا ( أي المعلومات و الأعلام )
( وكذلك مصطلح ما بعد الاقتصاد او مصطلح اللاتجسد او اللاماديةDematerialation
و غيرها من المصطلحات الجديدة لما بعد الحداثة
وكذلك كنت في أحد الندوات الثقافية فطرحت مفهوم مركزية الاقتصاد كمحرك لكل النشاط الإنساني حتى الفكر والفلسفة فاتهمت مباشرة بالمادية
لكن الحقيقية أن الاقتصاد لم يعد مادي بل لم يعد اقتصاد نمطي كما تعودنا عليه والسبب تغير مفهوم الحاجات و الموارد
أن المشكلة الحقيقية إننا لا نفهم معنى الاقتصاد المعاصر فدائما تتداعى تلقائيا عند سماعنا لهذه الكلمة " الاقتصاد " صورة الأموال والفلوس وهذا غير حقيقي بالمرة ويبدو أن علاقتنا السيكولوجية بهذا الرمز تتحكم فيها المقولة القديرة "المال اصل كل شر "
الحاجات والموارد , الاستهلاك والانتاج , الطلب و العرض , الادخار و الاستثمار
أليست هذه هي مفاهيم الاقتصاد الأساسية ! ولو بطريقة مبسطة جدا دعونا نعيد تأملها الحاجات الإنسانية أصبحت متجددة ومتطورة ولها أفاق لا نهائية لا تقف عند حدود ، فالإنسان يشعر دائما بعدم الإشباع حتى لو كان يملك العالم كله وهذه الميزة الإنسانية عدم تحقق الإشباع هي التي حركت العقل للتفكير في الاختراع والاكتشاف.
أذن فالحاجة تخلق الفراغ الذي يحفز الإبداع البشرى على ملئه و أحيانا نخلق الحاجة في نفوس الأفراد .
الموارد كل شيء مورد إذا عرفنا استغلاله واهم الموارد على الإطلاق الإنسان الذي يبدع ما يحاول به إشباع حاجاته ويضع القيمة المضافة عليها .
فالإنسان منتج والإنسان مستهلك الإنسان هو الذي يعرض وهو الذي يطلب وهو الذي يدخر وهو الذي يستثمر كل المشكلة تتعلق في التوزيع ومدى عدالته و أنصافه
( الأنصاف إعطاء كل على قدر حاجاته و جهده , العدالة التوزيعية على الكل بالتساوي مع اختلاف الحاجات و الجهد - يقسم هذه التقسيمه جون رولز فيلسوف سياسى امريكى في كتابه نظرية العدل وهو يبنى العدل على الإنصاف لا على العدالة التوزيعية ونلاحظ انه اتخذ معياران للتقسيم معيار الجهد مفهوم أما معيار الحاجة فيعنى أن المرأة الحامل مثلا تحتاج لغذاء اكثر من غير الحامل أن المسن يحتاج لرعاية اكثر أن صاحب الشركة يحتاج لسيارة لسرعة الوصول للمواقع كل حسب حاجته وهو أمر غريب إلى حد ما ويقال أيضا على هذه النظرية إنها نجحت في إيجاد المعادل الموضوعي للاشتراكية والشيوعية في المجتمع الرأسمالي )
والتنمية تتعلق بانصافه بمعنى أن تخلق بداخلنا القدرة على الإنتاج وتوجهنا لطرائق الاستثمار
ليس المهم في الإنتاج في عصرنا هذا الكم ، فبضغطة واحدة على زرار في جهاز يعمل المصنع آليا المهم هو الكيف و الكيف يتعلق بمدى القدرة الإبداعية للفرد القدرة العقلية والثقافية والنفسية على الإبداع في ظل معياران التنافسية وكفاءة الفرد اى ان التنمية استثمار أي جزء من الطاقة والمال من اجل التدريب والتعلم المستمر عبر الحياة من اجل رفع كفاءة الفرد وقدرته التنافسية ولكن كيف يحدث ذلك ؟ بتحسين خصائص السكان ذلك شعار التنمية لن يكون هناك انتاج قوى الا بوجود مورد بشرى متميز قادر على الإنتاج .
أن كلمة سلعة تثير فينا مشاعر العداء ولا أدرى لما هل لأننا نتخيلها دائما مادية هل لأننا نتخيل دائما انه لكي نحصل عليها علينا دفع الأموال كل هذا خطا أنا آري الحب مثلا سلعة تحتاج لان تتنازل للمحبوب ( على مستويات عديدة ) ويتنازل لك من اجل أن تستمتعا بحبكم بل هو أغلى سلعة ولا آري في ذلك أي مادية أو تشييء للأشياء الحاجة للحب والتقدير تلبيها سلعة الكلمة الطيبة وهكذا كل شئ سلعة لكنه ليس سلعة بذاك المفهوم البارد القديم أيام المجتمع الصناعي .
إنني هنا أحاول الإجابة على سؤال هام هل هناك علاقة بين التنمية والثقافة هل هناك علاقة بين الاقتصاد و الفكر هل هناك علاقة بين النظر والعمل بين المعرفة والممارسة أؤكد ليست مجرد علاقة بل تطابق كل هذه الثنائيات المتعارضة أصبحت في ظل عصر الانفوميديا شيئا واحدا
" الكون كل قابل للفهم "
طاليس
هكذا كانت الفرضية الأولى المبدئية التي طرحها أول فيلسوف غربي معروف لتؤسس ما يعرف اليوم بالفلسفة ، ونفس الفيلسوف ( طاليس ) هو الذي علم الفلاسفة كيفية استثمار العلم اقتصاديا ؛ فتنبئه بازدهار زراعة الزيتون في إقليمه نتيجة إلمامه ببعض الظواهر الكونية الفلكية وتأثيرها على نمو المحاصيل . هذا التنبؤ العلمي جعله يشترى كل معاصر الزيتون في إقليمه ويحتكرها بعد أن دفع فيها ثمن زهيد ؛ بالفعل تحققت نبؤه طاليس وحصل على أموال طائلة من احتكاره لمعاصر الزيتون . هكذا علمنا طاليس مبدأ جوهري آلا وهو " تفعيل العلم في الواقع المعاش ولا سيما الواقع الاقتصادي المادي"
أن جدل اليوم ينصب على كون الاقتصاد اصبح مركزا يدور العالم في فلكه فأصبحت المعرفة سلعة ضرورية تلبى حاجات إنسانية أساسية ( المعرفة قوة - بيكون - ) فضلا عن كونها في ذاتها حاجة إنسانية و كون الاقتصاد في المركز جعل المنظرون يضيفون المعرفة إلى الاقتصاد فظهر مفهوم اقتصاديات المعرفة بشقيه الأساسيين
- تفعيل المعرفة في الواقع الاقتصادي للإنسان
- تجارة المعرفة
لم يكن يتسنى لطاليس بالطبع تلك التكنولوجيا التي جعلت العالم قرية صغيره...عذرا.... سوق كبيرة لا متناهية لا حدود لها وعلى وجه الخصوص للسلعة المعرفية لسهولة نقلها عبر الميديا
ولكن بدون فرضية طاليس المبدئية الكون كل قابل للفهم كان من المستحيل الوصول لتلك التكنولوجيا المتأسسة على العلم المنشق بدوره عن الفلسفة .
سبق أن قلت أن الاقتصاد اصبح مركز يدور حوله كل النشاطات الإنسانية الأخرى .....حتى الفلسفة ؟ حتى الفلسفة!
أن النظر للفلسفة ودورها في الواقع الحضاري المعاصر برؤيتها كسلعة وهذا يختلف بالطبع عن النظر للدور التاريخي الذي لعبته الفلسفة وهو دورا محوريا إلا انه على الفلاسفة أن يدركوا أن هذا الدور التاريخي قد انتهى وآن للفلسفة أن تستريح من عناء تحمل هذا الدور التاريخي الجوهري
فإذا نظرنا للفلسفة الآن من الداخل نرى رؤيتان ثقافيتان لها
الرؤية الأولى ترى الفلسفة إبداع فني شبيه بالآداب و باقي الفنون بالإضافة إلى العمق الفكري الذي يحقق أعلى إشباع للمتعة العقلية وكذلك القدرة التنظيريه التي تتميز بالسعي نحو النسق المترابط وهو ما يخصها عن غيرها من الفنون فهي تنظر و تتسأل وتطرح العديد من القضايا والأفكار و الاطروحات التي تهم أي إنسان على ظهر الأرض وتؤثر تأثيرا عميقا في تشكيل معتقدات واتجاهات ذلك المتلقي للفلسفة الذي ينفعل معها ويتأثر بها ويحقق بها إشباع عقلي ووجداني في آن واحد وتخلق بداخله الحاجة المستمرة لبلوغ الكمال المعرفي .
وكونها تتميز بهذه الخصائص وكونها تهم الإنسانية كلها وتحمل إبداع وتأثير فني يجعلها سلعة رائجة في عصر السماوات المفتوحة والبحث عن الإشباع الروحي والفكري في عصر الخواء الإنساني المادي وخصوصا بعد تراجع الدين في هذا الإشباع لتجمده الصلب عند مراحل تاريخية قد ولت وهذا ما لا نريده للفلسفة .
وهناك رؤية أخرى ترى أن الفلسفة علم لأنها خاضعة لمناهج محددة وتتميز ببناء منظومى خاص كما أن مصطلحاتها محددة وغير قابلة للفهم إلا في نطاق التخصص كما تحتاج في تعلمها لخبرة ودراية وممارسة وهذا هو التيار الأكاديمي الموجود في صراع ضروري مع ذلك التيار اللااكاديمى الشعبي وهذا الصراع هو سر من أسرار تقدم المعرفة كما نرى في التاريخ الإنساني
فالتفاعل بين الأكاديمي التقليدي الذي يملك القدرة على التأصيل والتوثيق والرؤية المنهجية مع ذلك التيار الشعبي اللااكاديمى صاحب الاطروحات الجديدة التي تفتقد لأصالتها النظرية هو ببساطة دينامية تطور المعرفة الإنسانية
وإذا نظرنا للفلسفة من الخارج نرى أن المحتوى الفلسفي سلعة ...تجارة... نشر في منظومة الاقتصاد الرأسمالي المعاصر ، ويعي الاقتصاديون جيدا أن ذلك المحتوى الفلسفي يؤثر على سلوك المستهلك لذا يراعى انتقاء المحتوى المعرفي المعروض . – محتوى الوعى
Contains of conscious
الوعى الانسانى يتكون من افكار ومشاعر وسلوك والعلاقة بين مكونات الوعى كبيرة جدا واهم ما فى الوعى من مكونات هى الافكار فكل انسان يمتلك افكار ربما تؤثر عليها مشاعره ولكنها فى النهاية تنعكس فى سلوكه الذى يشكل بعد ذلك ثقافة .
الرؤية الفلسفية : هى محاولة للتعبير عن الواقع بشكل نظرى ؛ عن طريق اختزال هذا الواقع لعناصر جوهرية ( قائمة فى ذاتها مستقلة عن غيرها منطوية على القيمة وكل القيمة ) فهى أى الرؤية الفلسفية قائمة على انتقاء عناصر بعينها من الواقع الملموس ( يتم التعبير عنها فى مفاهيم لفظية اساسية )هذه العناصر لها دلالتها من حيث قيمتها التفسيرية والتبريرية لباقى عناصر الواقع و من خلال هذه العناصر المنتقاه يتم رسم الصورة النظرية الكلية للواقع بنتناسق وتراتب ونظام منطقى ، محاولين أستشراف المستقبل و اعتبار الماضى . فالفلسفة هى التعبير النظرى عن القسمات الجوهرية أزاء الوجود الفردى أو العام ، فهى قوتان الاختزال الصحيح لعناصر الواقع نظرا لقيمتها ودلالتها و التركيب والترتيب المنطقى للرسم الصورة الكلية للواقع من جديد .
لعلنا بعد هذه المقدمة السريعة المضطربة ندرك تلك المفاهيم :
رؤية – فلسفة – نزعة اختزالية – جوهر – طبيعة استشرافية – ممارسة فلسفية – تنظير – نموذج معرفى – موروث – وافد – واقع – نسق – ابداع – بحث فلسفى – ورش عمل تدريبية – تدريب – نشر . محتوى وعى- مورد / كادر بشرى - ثقافة– محتوى معرفى–
التعامل مع الوعى وبناءه "دور المدرسة " :
ولكى تحدث تلك التنمية لابد من التعامل مع وعى المجتمع اى ثقافته ومع وعى الفرد اى فلسفته ورؤيته الخاصة وللتعامل مع الوعى مباشرة لابد من الفلسفة التى هى بناء للوعى عامة فهى تخاطب الثقافة بل تبنيها فدور المثقف هو دور الفيلسوف الذى هو طليعة مجتمعه فالناس تحاكى المثقف فى تصرفاته واحيانا فى فكره
اذن لابد لدور لذلك المثقف فى مخاطبة وبناء الوعى العام والخاص ولابد لهذا الوعى الذى يبنيه المثقف الفيلسوف ان يثرى فكر يحترم التنوع والاختلاف يعظم من مفهوم " الاسرة - المجتمع " ليس برابطة الدم البدائية وانما بالروابط الحقيقية الثقافية القائمة على تداخل الوعى الفردى وزيادة مساحة المشترك من الوعى بين الافراد .
لقد ضل المثقف طريقه عندما قام بالتوعية المباشرة فى مجال تنظيم الاسرة فطريقته لم تتفهم الاحتياج الانسانى فى ظل غياب الروابط الفكريه ومساحات المشترك من الوعى التى حثت الناس على العودة لروابط الدم بدلا من روابط المجتمع كمفهوم يعبر عن وعى جمعى , لقد احتاجوا للتكاثر لانهم احسوا بمشكلات تعترى وجودهم تبشر بالخيبة فوضعوا بذرة جيل جديد كى يتواصل الامل , ولو استطاعوا تحقيق قدرا من ذلك الامل لما اهتموا بان يبذرون جيل جديد متضخم لانهم على الهامش ارادوا ان يكونوا بكمهم لا بكيفهم , ان المثقف الذى انطلق لتوعية الناس مباشرا بتنظيم النسل لم يراعى ذلك ولذلك لم تكن محاولته حقيقية, نعم لقد انخفض معدل النمو السكانى ولكن ذلك كان بفعل عوامل طبيعية كارتفاع سن الزواج و الفقر و العنوسة وكل ما هو مشكل .
الحلم بالمعلم الايجابى :
اننى احلم بالمعلم الذى يوجه طلابه لكيفية اثبات وجودهم يرشدهم لكيفية اكتساب ميزات تنافسية , ويدعم فيهم ذلك الاتجاه , يدعوهم للاختلاف والتنوع , يدعوهم لان يكونوا ذواتهم متفردين لا يكونوا مثل من مضى او مثل غيرهم , لا يقمع ذاتهم ويترك لهم حرية تحقيقها , لا يفرض باى اسم متعالى نمط واحد للعيش . يدعم فيهم روح المبادرة وحس الوجود ومعنى الارادة يدعوهم للاتساق مع الذات والصراحة معها والصدق ولا يغيب وعيهم بتنميط ثقافى اى كان نوعه من التراث او من الوافد بل يسعى لتحريرهم من ذلك كله ذلك دور الفيلسوف .
ربما لا تختلفون معى فى اننا نعيش فى عصر تراجعت فيه الاسس الاخلاقية الكبرى , وشهد ويشهد انحطاط اخلاقى يتسرب الى معظم مؤسسات المجتمع , وذلك فى ظل تزايد الحاجة الملحة للأخلاق بسبب زيادة قدرة الانسان وقوته بفعل ثورة التكنولوجيا والمعلومات , فهى ان كانت قدرة موجهة لما هو غير أخلاقى مارست دورا تدميريا عظيما يعوق مسيرة النمو والتنمية .
لذا كان الاهتمام منصب على الاخلاق وفلسفتها فى عصرنا هذا وخرجت العديد من النظريات الاخلاقية المعاصرة التى تبنى وتؤسس الاخلاق على الدين او القيم الجمالية والابداعية او قيم التواصل الانسانى و الحوار المعقول ....الخ .
ثم بدأت هذه النظريات الاخلاقية تصيغ اخلاقيات تطبيقية و مدونات سلوكية كأخلاق الأعلام والتجارة وأخلاق الطب والبيولوجيا وأخلاق السياسة و أخلاق العلم واهم ما خرجت به هذه النظريات فى وجه نظرى المتواضعة هى أخلاقيات العمل . لان العمل هو اهم نشاط انسانى يساهم مباشرة فى تحقيق التنمية التى هى تعبير عن دور الانسان الاساسى فى اعمار الارض .
ونحن ومع ذلك نلاحظ غياب الطلب من الشركات على تدريب موظفيها على أخلاقيات العمل وكأن هذه الأخلاقيات غير هامة وغير مطوبة او تعد من الامور الكمالية التى ربما لا تحقق عائد مادى سريع على الشركات , كما جرى العرف على الاعتقاد بأن الاخلاق ليس موضوعا قابلا للتدريب باعتباره سمات وطبائع شخصية , وليس من الامور التى تكتسب بالتعليم والتدريب , ونحن نعارض هذا الاعتقاد باعتبار ان الاخلاق كسلوك يكون اساسا مكتسب ( كما تقر بذلك معظم النظريات المعاصرة فى علم النفس ) ويلعب فيه التعليم والتدريب دورا هاما فالتدريب من حيث كونه معرفة هو المنوط بايضاح المبادئ الاخلاقية للعمل كمجال لنشاط انسانى متميز فله دورا ارشاديا وتوجيهيا عظيما , كما ان اخلاقيات العمل تقر سلوكيات تحتاج لنوع خاص من المهارة والتعود عليها ,والمهارة لا تتأتى الا بالتدريب , فضلا عن انه – اى التدريب - يعزز اتجاهات ايجابية نابعة من احساس العامل او الموظف باهتمام شركته بهذا الموضوع وتدريب موظفيها عليه .
ويذكر لنا دكتور ممدوح اسماعيل فى دراسته عن السلوك الاخلاقى فى المنظمات العامة المصرية انه ليس فقط غياب التدريب من اسباب تراجع اخلاقيات العمل وانما سوء اختيار العاملين , دون المام باهمية قياس أخلاقياتهم العملية يلعب دورا فى تراجع اخلاقيات العمل , واذا كان من الصعوبة بمكان قياس اخلاقيات الانسان الا ان بعض المحترفين يمكن ان يستخدموا اساليب فعاله فى قياس التوجهات النفسية والسلوكية للانسان والتى تفيدنا فى معرفة مدى اخلاقياته والتنبأ بها .
اما اذا كنا نريد التحدث عن ما تخسره الشركات من عدم وجود أخلاق عمل لدى موظفيها فهى مخاسر عديدة نابعة من غياب قيمة مثل الالتزام والتى تأتى بالتعود والتدريب فنجد الموظف غير الملتزم يتغيب كثيرا ولا يلتزم بمواعيد العمل ويتهرب من المهام , وذلك كله له قيمته فى حساب مكاسب ومخاسر الشركة , او غياب قيم هامة أخرى كالولاء التنظيمى الذى يؤدى غيابه الى فضح وتسريب معلومات من الشركة بحسن نية او سوء نية والاغلب بحسن نية نتيجه جهل الموظف باخلاقيات العمل ويؤدى ذلك فى كثير من الاحيان لمخاسر جمة وضياع فرص على الشركة , فضلا عن ما تسببه قيمه مثل التحيز او الوسطى من وجود افراد غير مناسبين فى غير اماكنهم وما قد يعود على الشركة من خساره نتيجة مثل هذه الاخلاق , واذا كانت قيمة مثل الاخلاص هامة جدا فى اتقان العاملين لعملهم والذى يقى الشركة الخساره قيمة واضحة كاقرب مثال على اهمية اخلاقيات العمل فانها قيمة مكتسبة لذلك ندعو للتدريب علي أخلاقيات العمل ونقول انه فى صالح الموظف والشركة والتنمية .
هوة بين الثقافة والتنمية
.. بين الثقافة والتنمية
.. بين النظر والعمل
.. بين الرؤية الاستراتيجية العامة المحددة الأهداف , البرامج , الآليات / وبين مستوى وعى الأفراد ( القائمين على تنفيذ هذه البرامج والآليات أو المتلقين لها على السواء ), ذلك الوعي بالأهداف العامة والمرحلية لتلك الرؤية الاستراتيجية .
تلك الفجوة بالتحديد و على مستوى عالمي عصري هي التي تحدد دور الفلسفة والفن باعتبارهم يتعاملان مع الوعي الفردي في ردم هذه الفجوة
هذا هو المدخل
فمصطلحات كثيرة نسمعها مثل الإصلاح الهيكلي للاقتصاد المصري أو تعملق دور المجتمع المدني ومؤسساته أو لامركزية التعليم أو تحقيق مجتمع المعرفة أو تحقيق التنمية الشاملة أو ربط التعليم بسوق العمل والتي تنتشر على نطاق واسع وتملا الصحف والإعلام عموما دون أن يكون هناك وعى فردى حقيقي بها هذا يؤدى إلى أن تختلط أمور كثيرة ونصل في النهاية لسلوك مجتمعي متضارب إزاء عملية التعليم.
فذلك يصر على دخول ابنه كلية الطب و ينفق كل أمواله على الدروس الخصوصية و الجامعات والمعاهد الخاصة من اجل ان يصبح الابن طبيبا يقال له الدكتور راح الدكتور جى , وذلك يشكى همه على عدم توظيف الدولة له .
ومهمتي في هذه الورقة بالتحديد أن افعل دور الفلسفة في تحليل المفهوم بالشكل الذي يجعل الفرد قادرا على استبطانه ( المفهوم ) الداخلي فيتحكم ذلك الفهم آليا في سلوكه إزاء التعليم ككل.
وذلك بعد معالجة بسيطة لمشكلة العنف في المدارس نظرا لان كلمة التعليم تستدعى عندي وبطريقة سيكولوجية مشكلة العنف في المدارس .
الفصل الأول : من واقع التعليم المصرى
العنف ..والتعليم "أوعى اسمع نفس "
" قبل الوجود قبل الميلاد بيدمروا بيكسروا الاشياء "
يعتقد البعض أن مشكلة العنف مشكلة اجتماعية عامة تتزايد في الاونه الأخيرة بفعل زيادة الضغوط الملقاة على عاتق الإنسان و أهمها الضغوط الاقتصادية بل واقتصرت النتائج المشهورة للأبحاث في مشكلة العنف عند الطفل على تأثير الأعلام علي الطفل والتفكك الأسرى والتشاجر أمام الطفل وكأن المدرسة مؤسسة بريئة من تلك الظاهرة بل يراها البعض محدودة التأثير على الطفل فيما يخص العنف و المتهم الآسرة والتلفزيون .
إلا إنني أرى أن مشكلة العنف عند الأطفال تبدأ مع المدرسة ويمكن التحكم فيها كليا عن طريق المدرسة أيضا ولا ينافسها في ذلك منافسا اللهم سوى ما يعرف على انه عنف الزحام المرتبط بسيكولوجي الزحام في الشارع المصري . و لا تعد المدرسة خالية من عنف الزحام أيضا , فالمدرسة تظل العالم الأكبر بالنسبة للطفل ولسنوات عديدة و لا يمكن تجاهلها مطلقا في موضوع العنف.
و أشكال العنف تصنف كالآتي :
1 - عنف بدني : اعتداء على البدن مقصود أو ( غير مقصود نتيجة الزحام والحركة
العشوائية )
2 - عنف لفظي : السب و الشتيمة
3 - عنف نفسي : ويسمى أيضا الحرب النفسية سواء المعلنة او الغير معلنة و نجدها بكثرة في واقع العملية التربوية وعلى الأخص من المعلم و الإدارة كملمين بالكثير عن سيكولوجيا الطفل يستطيعون التحكم فيها لمصالحهم الشخصية .
4 - عنف عقلي : عملية التعليم التلقيني المعتمد على التلقي والحفظ والصم مما يوقف حركية الإبداع والياته لدى الطفل هو اكبر عنف عقلي .
5 - عنف مادي – مالي : عملية الابتزاز المادي للطلبة من اجل الدروس الخصوصية والمجموعات و الهديا و التبرعات و المصاريف فضلا عن كونها تؤثر على شكل المعلم كقدوة فإنها مسئولة عن مشكلة التسرب من التعليم وتكوين اتجاهات سلبية غير مطلوبة لدى التلميذ .
أما عنف من ضد من؟
فهو أيضا أشكال
1 - عنف المقرر ضد التلميذ : أي الالتزام بالمقرر ككتاب مقدس يقول لنا كل ما هو صادق وحقيقي و لا ينبغي للعقل أن يعمل بأي شكل إبداعي يفضي لنتائج ربما تكون مخالفة لهذا الكتاب لانه هو الكتاب الذي يعد نموذج التقيم الذي لن ينظر لغيره .
2 - عنف المقرر ضد المدرس : الالتزام بالمقرر هو ما يجعل المدرس قدير ممتاز أما ما يتعلق بنشاطه الإبداعي يعتبر فزلكة مرفوضة .
3 - عنف الإدارة ضد التلميذ : ممنوع الإجازات المرضى و إلا حرمت من حضور الامتحان ممنوع الخروج من خارج حدود الفصل و إلا تعرضت لعقاب , ممنوع زيارة الطبيب المدرسي لو انتابك أي طارئ مرضى لان المدير منبه مفيش حد في الحوش ممنوع شرب المياه او الأكل او دخول الحمام الا في الفسحة العشرين دقيقة ممنوع الكلام او الدوشة او الإزعاج ممنوع التأخر على المدرسة لائحة الممنوعات الإدارية في المدرسة كثيرة بحق
4 - عنف الإدارة ضد المدرس : ممنوع الإجازات ناهيك عن توزيع الحصص الاحتياطي و اللجان و الزيارات المفاجئة و الأعمال الإشرافية و التشريفية ناهيك دفتر الحضور والانصراف ( فضلا عن المرتب !!)
5 - عنف المدرس ضد التلميذ : نظرية العقاب دون ثواب القديمة والعنف المادي المالي و العنف العقلي والنفسي
6 - عنف التلميذ ضد التلميذ: إنعاس طبيعي لعملية تربوية تمحورت حول العنف
7 - عنف التلميذ ضد المدرس : رد فعل اكثر إيجابية وان كان اكثر خطورة
8 - عنف التلميذ ضد الإدارة: امتداد لعنف التلميذ ضد المدرس
9 – عنف التلميذ ضد نفسه : كل الظواهر السلبية كالتدخين والإدمان و العنف الأسرى .
بالطبع فان كل هذه الأشكال من العنف لا وجود لها في الواقع الحقيقي ! و إنما هي محض فعل تجريبي أقوم فيه بتخيل الأوضاع في عالم الخيال المعاش فقط من اجل إيجاد حلول اكثر خيالية فالكلمة المحبوبة في فم كل تربوي المدرسة رمز النظام والإنسان بطبيعته رمز الفوضى فهل بدعوى تحجيم العنف نفقد المدرسة كلمة النظام العليا و النظرية الخلابة للثواب والعقاب؟ فلابد لسور المدرسة أن يكون عاليا شامخا مذودا بالأسلاك الشائكة وشبابيكها مغطاة بالحديد تفتقد الزجاج فلا وجود لميزانيات له الأهم ذلك الحديد لا أدرى لماذا يتخذ عندنا مفهوم النظام صورة المعتقل دون كل المفاهيم الفلسفية الأخرى المعطاة له .
لكنني متفائل بان هذه الصورة لن تستمر لان الإرادة السياسية متجهة لتحقيق لا مركزية التعليم الكفيلة بالقضاء على كل هذه الأشكال السخيفة من العنف ولكنها مشروطة بوجود الإرادة الشعبية الواعية التي تستطيع تحقيق لا مركزية التعليم .
الفصل الثانى :آمال حول مستقبل التعليم المصرى
لا مركزية التعليم
في جماليات المصطلح و مغامرة استبطان تصور للمعنى
إذا أردنا أن نوضح معنى مفهوم لا مركزية التعليم تكون البداية التقليدية هي انه في بداية التسعينات وقعت مصر على العديد من الاتفاقات الدولية في مجال تحويل الاقتصاد المصري من نظام رأسمالية الدولة والتحكم المركزي في الإنتاج إلى نظام حرية السوق و الانفتاح الاقتصادي ولان هذا الانتقال كان خطيرا على البعد الاجتماعي اتخذت الدولة سياسية الانتقال التدريجي الحكيم وبعد اكثر من عقد على بداية هذا التحول كان لابد أن نثير هذه السؤال
لماذا تنفق الدولة و المواطن قدرا محترما من الميزانيات على التعليم ؟
هل لهذا القدر نحب الحكمة والعلم أم نحب الوجاهة الاجتماعية أولا ذاك ولا ذاك و إنما من واقع خبرتنا نرى الشركات تتهافت من كل حدب وصوب على هذا الخريج فيعمل قبل حصوله على الشهادة أحيانا .
كل هذا لا علاقة له البتة بالتعليم
التعليم هو استثمار اقتصادي بمعنى اقتطاع جزء من الوقت والجهد والمال في الحاضر من اجل عائد اقتصادي مغرى في المستقبل .
هذا ببساطة فحوى التعليم وان لم يكن هناك عائد فلا معنى إطلاقا للتعليم إلا كنوع من الرفاهية التي لا تتوازن مع الوضع الاقتصادي العام
اذن فالتعليم عملية اقتصادية ولا داعي لان أدافع هنا على القول الذي يقول بمركزية الاقتصاد كمحور لكل النشاط الإنساني و يكفيني أن أقول في هذا الصدد المال الذي هو اصل كل شر كما تعارفنا لا أهمية له في الاقتصاد فالاقتصاد حاجات وموارد من والى الإنسان ( ربما كل مشكلتنا مع الاقتصاد كامنة في توزيع عائد الإنتاج الاقتصادي بين العدل و الأنصاف و النظريات الفلسفية المعروفة وهى لا تشكل الا جزء من الاقتصاد وليس كله )
ولان إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي بعد الثورة الصناعية الثانية وتحول المجتمع الغربي من مجتمع صناعي لمجتمع معلومات مما لعب الدور الأكبر في التأكيد على مبدأ الكفاءة الفردية والقدرة التنافسية و الإمكانيات الإبداعية للأفراد, بدلا من نموذج تكافؤ الفرص و احتواء الدولة للأفراد , من هنا ازدادت أهمية تحسين الخصائص السكانية للأفراد عن طريق التعليم عما كانت علية من قبل بل واصبح التعليم أهم عناصر التنمية على الإطلاق
و لكي نفهم التعليم ببساطة فانه يعتمد على إكساب الفرد لاتجاهات و محتوى معرفي و قدرات مهارية ولما كان التعليم في مصر تعليم مركزي على مستويين مركزية الادارة ومركزية المحتوى المعرفي والمهارى و الاتجاهات
فان هذا قد حقق ما يعرف بوحدة المنتج التعليمي التي تخرج و تفرز مجموعة متشابهة تماما من الأفراد يمتلكون نفس المهارات ونفس الاتجاهات ونفس المحتوى المعرفي ليتنافسون فيما بينهم في شكل أشبه بالاستنساخ.
والتنمية عموما تعتمد على التنوع و الإبداع تنوع الاتجاهات والمعارف والمهارات من اجل خلق ذلك المبدع المتفرد الكفء ومن اجل الميزة التنافسية
اما ما خلقته مركزية الإدارة هي ما يعرف علميا بعدم الإنصاف بمعنى أن هناك مجتمعات محلية ترتبط بنموذج إنتاجي معين لا يتم التركيز عليه بمعنى التعليم في بيئة زراعية يختلف عن التعليم في بيئة صناعية يختلف عن التعليم في بيئة ساحلية يختلف عن التعليم في بيئة بدوية يختلف عن التعليم في بيئة حضرية من حيث الاتجاه والمحتوى المعرفي والممارسة من ناحية ومن حيث عدد السكان و الاحتياجات الضرورية للتنمية المحلية وأولويات التنمية المحلية وتحدياتها التي تختلف من مجتمع محلى لاخر
واللا مركزية ببساطة هي استقلال المدرسة من حيث اتجاهها العام و المحتوى المعرفي و المهارى المقدم للطالب بها مع وجود هامش متفق عليه لرقابة الدولة عليها.
وعندما تصبح المدرسة كيان مستقل يصبح لزاما عليه التنافس مع الكيانات المدرسية الأخرى فتكون الكفاءة مطلوبة وضرورية بل ويكون مستقبل خريجي هذه المدرسة أمرا هاما بالنسبة لاستمرار المدرسة في العمل فتبذل الجهد كل الجهد في إخراج الكفاءة التي يتهافت عليها سوق العمل وتصبح احتياجات التنمية المرتبطة بالبيئة المحلية داخل نطاق ووعى واضع المحتوى المدروس ككل بل وداخل أسلوب التربية و مذهب التربية التي تتبناه هذه المدرسة.
والسؤال المطروح من يدفع فاتورة هذا التعليم المتميز ؟
أما رجال الأعمال الذين يحتاجون لهذه الكفاءات في العمل أو المجتمع الأهلي لانه يحتاج هذه الكفاءات من اجل تنمية بيئته المحلية أو الأهالي القادرون الراغبون في تعليم أبنائهم تعليم متميز. ويبقى تعليم الحد الأدنى مسئولية الدولة من الناحية الاقتصادية
لا مركزية التعليم ضرورة قصوى في مرحلة مجتمع المعلومات
و لا نستطيع فرض أسلوب تربية واحد على كل مؤسسات التعليم و لا نستطيع فرض شكل واحد للمحتوى المدرسي في كل المدارس أقصى ما نستطيعه هو مراقبة هذه المدارس على المستوى العلمي و الاستفادة من تجاربها و اختياراتها
وهناك شيئا لابد أن أشير إليه
من يعمل عند من
هل اعمل عند الدولة
أم تعمل الدولة عندي
في الحقيقية فان نمط الاقتصاد المعاصر يفترض أن الدولة تعمل عندي مقابل بعض الضرائب هي تؤدى الخدمات العامة التي هي البنية التحتية الضرورية لاقامة المشاريع وأنا أقيم المشروع و أسيطر على الإنتاج
هي توفر الخلفية القانونية لضمان التوزيع العادل والمنصف للإنتاج وأنا أقوم بعملية التوزيع هذه
ان دور الدولة لهو اضال دور في عملية التنمية بل هو دور هامشي والدور الحقيقي في عملية التنمية ملقى على عائل الأفراد المفترض فيهم الكفاءة و الإبداع وكل ما هو إيجابي والذي يزرعه فيهم عملية التعليم اللامركزى و هم أفراد لديهم فاعلية لتنظيم مؤسسات اقتصادية من لا شيء
فالإبداع الأصيل هو أن تحول أللاشيء إلى شيء ذلك هو دورك أنت تتعلم من اجل ذلك . أنت مشروع رجل أعمال وصاحب مؤسسة أنت مؤسسة . عليك بالمبادرة ( على التعليم أن يؤكد تلك القيم )
ببساطة فان الرسالة تتحدد في ما هي قدرتك كفرد على تفعيل كفاءاتك وقدراتك التنافسية في التنمية تلك هي مبادئ الاقتصاد الذي ينبغي أن يتعلمها الإنسان منذ أن يولد ويصقلها بمرور الزمن عن طريق التعليم عبر الحياة و من خلال الاستفادة باليات التعليم عن بعد والتعليم من اجل الإنتاج الفعلي يختلف بالطبع عن تعليم من اجل ورقة تسمى شهادة لا تنبئ عن أي كفاءة او قدرة او تفرد او إبداع
ولنبعد عن التعليم للوجاهة الاجتماعية ولنبعد عن التعليم لمجرد حب العلم و الحكمة تلك أنماط ومعاني قديمة جدا للتعليم .
" موقع القـيم فى التجربة الماليزية "
"آلية التعليم "
تعد ماليزيا من دول العالم الثالث ( تلك الدول التى حصلت على استقلالها عن الدول الصناعية الكبرى متأخرا ) التى نجحت على الرغم من تأخر إستقلالها (تقريبا 1970 ) فى تحقيق معدلات عالية للنمو و التنمية الاقتصادية بل أصبحت من تلك الدول الصناعية التى يطلق عليها النمور الاسيوية الصاعدة .
ان التجربة الماليزية مليئة بالدروس المستفادة التى تدعونا الى التأمل والنظر فيها والاعتبار منها ، فالبداية أتت متأخرة ولا سيما عن اليابان وبالرغم من ذلك استطاعت ماليزيا فى فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثين عاما ( عمر الباحث تقريبا فترة حكم مبارك ) ان تحقق مكانة تنافس بها الدول الصناعية الكبرى على المستوى الاقتصادى .
انه درس فى الارادة ولا سيما الارادة السياسية فى التنمية بانها - أى الارادة - عندما تتوافر لدى القيادة الواعية المستنيرة ، فلابد من انها ستحقق شيئا وشيئا كبيرا كما حدث لماليزيا . هذا هو الدرس الاوضح من التجربة الماليزية الذى يصل لكل دول العالم بالتساوى ، الا ان التجربة الماليزية لنا كمصريون ومسلمون وشرقيون تشكل تجربة غاية فى الاهمية حيث ذاك التشابه ونقاط التماثل الثقافية التى تجمعنا مع ماليزيا .
ماليزيا دولة أسلامية تحكمها نفس القيم الدينية التى تحكم الدول العربية مجمعة ورغم ذلك تميزت عن كل تلك الدول العربية ، ( يتم الخلط المغلوط بين الاسلام باعتباره دين عالمى والهوية العربية فى الدول العربية ولذلك تتشابك منظومتا القيم العربية والاسلامية فتعوق كلا منهم الاخرى لتعوق التنمية ، وكون ماليزيا تعرف الدين الاسلامى ولا تتقمص هوية عربية جاهلية يجعلها اقرب للتحرر من تراث سمى "عربى اسلامى" دعم التخلف واعاق التنمية ) كما انها لم تعتمد فى تحقيق تنميتها على ثرواتها الطبيعية بقدر ما أعتمدت على مواردها البشرية وكوادرها الادارية والقيادية ( طبيعة الاقتصاد المعاصر فى مجتمع المعلومات اقتصاد معرفى يعتمد على التعليم والبحث العلمى والاستثمار فى البشر معرفيا وهذا ما ادركته ماليزيا )، والتى نعتقد انها موجودة بكثرة فى بلادنا . ولذلك فأننا نجد أنفسنا تلقائيا نقارن بين ماليزيا ومصر بشكل لاواعى راغبين فى محاكاة تجربة ناجحة مثل التجربة الماليزية فى التنمية .
ان السؤال الذى يطرحة كبار المفكرين لماذا تخلفنا كدول أسلامية وتقدم الغرب ؟ ويجيب عليه بعض من المستشرقين بان السبب كامن وراء تخلف الثقافة المنتشرة فى هذه الدول الشرقية الاسلامية . فالقول منعقد على ان الدول الشرقية ذو الحضارات الزراعية والنهرية القديمة لها بعض السمات والخصائص الثقافية التى تعوق دون أحداث التنمية ، والقول منعقد ايضا على ان القيم الدينية دعمت التخلف فى مثل هذه الثقافات ، وفى المقابل ينصب الدفاع الفكرى عن هذه الدول على المبالغة فى مقولة الاستعمار وسلبياته .
ان مقولة هنتجتون فى الصراع بين الحضارات الغربية الامريكية والاسلامية الكنفوشوسية كانت بمثابة الحدث الفكرى الذى يحاول رد مقولة التقدم و التنمية الاقتصادية الى الثقافة والقيم عموما .
ونحن بهذا البحث لا ننكر دور الثقافة فى تحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية بل نؤكد عليه ، ولكننا نقف عند ما ميز الثقافة الماليزية عن غيرها من ثقافات دول العالم الثالث ، الدول الشرقية ، الدول الاسلامية . ونراهن على القيم فى تلك الثقافة الماليزية .
و اعترف فى بداية هذه الورقة المتواضعة أننى سأضع للقيم الثقل الاعظم و القيمة الاكبر فى التجربة الماليزية ، وذلك لايمانى المسبق بقول الله تعالى فى محكم اياته : " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله سميع عليم " (1) وما فى النفس ؟! سوى القيم التى تتحكم فى الثقافة وتتمركز فى الوعى الانسانى للافراد وتحدد وترسم السلوك وأولويات الفعل .
ويرسى الله تلك القاعدة أو السنة الكونية فى حدوث التغيير الاقتصادى او " النعمى" على العموم قائلا فى موضع آخر : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "(2) ، وهذا ما يجعلنا نعتقد فيما يقوله أحد الباحثين : " لا شك بأن استراتيجيات التنمية المختلفة ، كثيراً ما تعتمد على الجوانب الاجتماعية و القيمية وسلوك الأفراد والجماعات في توطين التنمية ، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من منظومة التنمية الاقتصادية "(3).
ونعود لنتسائل هل من الممكن أن يتحقق أى نجاح فارق فى حياة فرد أو أمة دون وجود تغيير ما ولو طفيف حدث فى ذهنية ووعى هذا الفرد أو تلك الامة ، وتبعه تغيير فى المواقف والسلوك التطبيقى ؟
يخطئ – فى وجهة نظرنا على الاقل – من يعتقد أن ماليزيا نجحت فى تحقيق تقدم مادى أقتصادى ، دون أن يكون تبعه تقدم على مستوى روحى أو ثقافى يخاطب البناء الفوقى للمجتمع .
فالثقافة هى وعى الافراد فى أى مجتمع ، و التغير الاقتصادى يمر عبر التغير الاجتماعى الفوقى أى الثقافى .... هذه قناعة . ربما تملاء الدراسات كلمات مثل حافظت الثقافة على خصوصيتها وهويتها رغم ما حدث من تقدم مادى ، أو جمعت التجربة الاسيوية بين الاصالة فى القيم والمعاصرة فى التنمية الاقتصادية .
ان المقصود هنا بالقيم التى حافظت عليها الثقافة الماليزية ليس القيم كما نقصدها بالشكل العلمى والفلسفى كمحددات للسلوك الفعلى والتطبيقى ، وانما يقصد مجموعة من الطقوس الخاصة بالثقافة ، والتى تمارس غالبا بشكل لا يمس وعى الافراد بها . ومن حيث كونه لا يمس وعى الافراد بها فهو موروث طقوسى لا يعبر عن جوهر وحقيقة الثقافة . وان كان وجوده يرشدنا الى مجموعة من الاصول والمعتقدات القديمة فى ذهن الافراد كحفريات لقيم ستنمو فيما بعد فى ظروف اكثر مناسبة ومواتية لتوجه الاختيار ، والتى بالتأكيد نمت واصبحت اختيارات أكثر وعيا ونضوجا عندما حانت الظروف وتأهب المناخ فالوعى ميدان للتغير والصيرورة وليس ميدان للثبوت والجمود .
" فالقيم ؟ هي أحكام معيارية لها اتصال بالواقع يتمثلها الفرد من خلال التفاعل والمعايشة مع المواقف المختلفة ويشترط أن تنال هذه الأحكام الرضا والموافقة و الاهتمام من جماعة اجتماعية معينة أو من المجتمع . وهي أحكام مكتسبة من الظروف الاجتماعية ينشدها الفرد ويحكم بها على الأشياء ويعتبرها جديرة بالاهتمام لاعتبارات اجتماعية وسيكولوجية واقتصادية " (4)
والقيم : هى فى حد ذاتها لا تعدو أكثر من معانى روحية و افكار مجردة و معتقدات غير ملموسة الا انها تحتل وجودا مركزيا متعاليا فى الثقافة و تكتسب اهتمام خاص جوهري من حيث هى ثمينة فى حد ذاتها ، لتتحكم فى السلوك الممارس والملموس كمبادئ توجه السلوك وتشكل الاتجاهات وتحدد الاولويات للفعل .
فعندما أقول بوجود قيمة الانجاز والعمل فى الثقافة الماليزية فانى اعنى ان اهتماما خاصا منصب على الانجاز والعمل باعتبارهما اشياء ثمينة فى حد ذاتها ، وهذا الاهتمام يبدو من خلال الفعل والسلوك والتطبيق . فالانجاز والعمل يشكل قيمة فى حد ذاتها عند الفرد الماليزى .
فالكشف عن وجود قيمة ما – فى هذا البحث - هو الكشف عن وجود اهتمام خاص بشيئا ما على مستوى الممارسات والافعال .
نسترشد فى هذا البحث بما يعرف بالنظرية الادائية Performance Theory وهى أحد أهم انجازات الفلسفة البرجماتية الجديدة فى أمريكا ، وتعنى بايجاز وتبسيط أن كل فعل أو عمل أو ممارسة أو سلوك أنما يقيم من خلال معيار واحد هو النجاح أو الاستعمال أو اثبات الفاعلية ، بصرف النظر عن أى معايير أخرى تحكم الفعل .
و النجاح هو تحقق الهدف المراد من الفعل أيا كان وهو عكس الفشل الذى يعنى عدم تحقق المراد أو القصد من الفعل . وبالطبع تطرح هذه النظرية اشكاليات ومشكلات مع نظريات أخلاقية وقيمية أخرى ، تذكرنا بالجدل الذى دار فى زمن توفيق الحكيم عن معنى التقدم وهل هو حقيقة أو وهم وسراب يخدعنا به الغرب .
يقصد بالتقدم تطور الفاعلية الحضارية ( العمران أو الجانب المادى للحضارة ) خلال الزمن أى النجاح فى تحقيق مجموعة من الاهداف الحضارية , وعكسه التخلف الذي يعنى جمود تلك الفاعلية ، والفشل فى تحقيق أى هدف للبناء والعمران و النمو المادى .
هل التقدم يسير في خط مستقيم؟ بمعنى انه ضرورى الاطراد ، أم يسير فى خط دائري حلزوني بمعنى انه غير ضرورى الاطراد ؟ ولكي نفهم معنى تلك الأطروحة نقول هل من طبيعة الأشياء دائما أن تتطور إلى الأفضل ؟ حتى يصبح التقدم دائما فعلا إيجابيا وليس أمرا سلبيا غير مرغوب فيه . بمعنى آخر هل الحياة فى القرن الواحد والعشرون أفضل بالضرورة من الحياة فى القرن العاشر . وهل الحياة بالاسلوب والثقافة الامريكية أفضل من الحياة باى أسلوب أو ثقافة أخرى فهناك من يقول أن التقدم قضية نسبية لا يمكن الحكم عليها ، الا انه عموما فان التقدم محض نمو عمرانى (سكانى واقتصادى ) يلعب فيه الآخر (من حيث المقارنة المستمرة معه ) دورا جوهريا.
اذن يمكننا ان نقول أن معيار التقدم هو النجاح فى تحقيق الاهداف ولاسيما على المستوى الاقتصادى الاجرائى . والنجاح من حيث ان الفشل عكسه هو تحقق الارادة والقصد .
ان كل ما فات من تأمل كان هدفه تحديد معيار للتقدم وقد تم الاتفاق على ان معيار التقدم هو امتلاك المجتمع لقيم واخلاق التقدم او لبرامج سلوكية للافراد تؤدى لتحقيق النجاح . وكلمة برمجة سلوكية هو تعبير معاصر عن ما كان يطلق عليه قديما القيم فهى تفعل ما يفعله البرنامج السلوكى .
ما هى قيم وأخلاق التقدم ؟ أو برامج النجاح التى تؤدى لتقدم أى مجتمع :
1 - قيمة العمل أو الانجاز . بمعنى انه من الراسخ فى ذهن الفرد ان هناك علاقة طردية سببية وضرورية وطبيعية بين كمية النشاط والجهد المبذول والمكافأة من وراء هذا النشاط وذلك الجهد . وهذا ما يؤدى بالفرد للتحمل والصبر والدأب أنتظارا لمكافأة لن تخذله .
2 - قيمة الابداع : هناك علاقة طردية سببية وطبيعية بين كيفية ونوعية الجهد المبذول وقيمة الانجاز المتحقق عنه وعوائدة . فهناك اعتبار للكيفية او النوعية أو الابداعية فى العمل . يتطلب الابداع حرية حركية للفكر و مناخ غير قمعى مناخ مسالم مستقر .
3 - قيمة التخطيط : وضوح الرؤية والهدف وقابليته للتحقيق .
4 - قيمة العمل الجماعى : القدرة على أضافة وتجميع الجهود الفردية لتصبح جماعية .
5 - قيمة الصدق والشفافية وهى تدعم كل القيم السابقة والاتية فالصدق فى التخطيط وتقدير الامكانيات وقابلية الهدف للتحقق أمر ضرورى كذلك الصدق والشفافية فى قيمة العمل والانجاز فلا وجود للوساطة أو الفهلوة أو أى سكة غير مشروعة لتحقيق كسب ومكافأة غير النشاط والجهد .
6 - قيمة التدريب والتعليم المستمر وهى مهمة جدا لتحقيق الابداعية .
7 - قيمة أحترام العلم والبحث العلمى وادراك دوره فى تحقيق التنمية الاقتصادية والشاملة . وهى ايضا مهمة جدا لتحقيق الابداعية .
8 - قيمة أحترام القائد دون مبالغة ومدح وتدليس ودون تهوين منه فى ظل قيادة عقلانية رشيدة تقوم بأدوارها .
9 - قيمة المحاسبية : لا أحد فوق المحاسبة .
10 - قيمة الانضباط والالتزام : وجود رقيب ذاتى لكل فرد .
لا شك ان قيم واخلاق التقدم بهذا المعنى المحدد الاجرائى شهدت نمو وازدهار فى المجتمع الماليزى المعاصر وكانت أحد أهم الاسباب فى نجاح تجربة التنمية الاقتصادية فى ماليزيا .
المبحث الاول : الابعاد المتعددة للقيم الماليزية
الابعاد ذو المنشأ الجغرافى :
القيم الشرقية
لقد ترك لنا نحن الشرقيون ميراث ثقافى مميز " كميا" علينا معاملته بشكل انتقائى و استخراج الايجابيات منه وتضخيمها واهمال الممارسات التراثية السلبية فيه ، فالميراث واسع جدا وعلينا اختيار افضل عناصرة ملائمة لتحقيق تنميتنا ونهضتنا . فلا وجود لتراث لاصراع قيمى داخله لا وجود لتراث ساكن من الداخل لا يجمع بين جنباته المتناقضات ، فاما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض واما الزبد فيذهب جفاء ، فالتراث مساحة للاختيار وتأكيد الذات المعاصرة .
الجذور الاسيوية للقيم الماليزية :
يقول د/ حسن البصرى وهو ماليزى الجنسية " إنها فى القارة آسيا التى يقطنها الناس لهم تاريخهم فى النضال والصمود يكتب بالحروف من ذهب . فالآسيويون رغم الكوارث والأحداث غير المرغوبة فهم شعوب صامدة وعندهم عزة النفس . فالتحمس لتحقيق النجاح لن ينطفئ أبدا مع احتفاظهم على المبدأ ، عدم فرض الضغوط على الاخرين للطلوع الى اعلى . "(5)
وقد كان لى صديقا صينيا عزيزا على قلبى – فهو رجل حكيم - و قد حكى لى أن جده العجوز قد قص عليه فى أحد الليالى الصينية المقمرة قصة وهى "أنه أثناء شبابه رأئ رجل صوفى من اتباع الطاو وقد تخطى التسعين من عمره يمسك بفأس ويحفر فى أحد الجبال بكل صلابة وحماس ، فسأله الشاب اليافع – جده فى هذا الوقت - ماذا تفعل أيها الرجل ؟ فأجاب أشق طريقا فى هذا الجبل ، فرد الشاب ابهذا الفأس الصغير وانت وحدك وقد تخطى بك العمر التسعين ، قال له الرجل العجوز : اذا ابتدأت الشئ فقد انتهيت من نصفة واذا انت اكملت الحفر بعدى فيوما ما سيكون هنا طريق ، وبالفعل يحكى لى صديقى الصينى ان اليوم اصبح هذا أهم طريق بين مجموعة الجبال هذه بالصين .
متى توفرت الارادة ؟ واستقام الفعل ؟ فلا يهم الزمن ويقول الصينيون ما لا تفعله فى سبع ثوان ، أفعله فى سبعة ايام ، وما لا تفعله فى سبع أيام ، افعله فى سبع شهور ، وما لا تفعله فى سبع شهور ،أفعله فى سبع سنين . ونجد ان هذا المنطق يقف خلفه الكوارث والأحداث غير المرغوبة التى تمر بالاسيويين ونجد قيمة الرسوخ على المبدأ وعدم انطفاء الحماس له بمرور الزمن .
هما شيئان فى الشرق اولا : الزمن الذى لا حدود له فهو زمن دورى متجدد باستمرار لا أول له ولا أخر ، زمن يتجدد بأستمرار لكل يوم حظ ، فلحظة الشرق قد تستمر قرون وقرون حتى يمل الملاحظون ، فصبر ودأب واستمرارية ومواصلة أتجاه وحماس دأئم ننسى معها الزمن ، ثانيا : البشر : فهم كثيرون يموت من يموت ويولد من يولد لكن لا يتحقق الفناء ولا النسيان فأرض الشرق ولادة متجدة لا يهاب فيها الموت ولا يخشى فيها من الزمن وطوله . فالابناء دوما ظل الاباء يحملون رغباتهم وامالهم واحلامهم لاجيال عديدة فالترابط الاسرى فى الشرق قد خلق نوعا من التواصل المذهل بين الاجيال وربما يمر فى الشرق ثلاث اجيال وكأنهم جيل واحد فى اماله واحلامه وطموحاته ، فالجد يحكى ويقص مجمل خبرته لحفيده والاب يرعى (خيركم خيركم لاهله ، كفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول ، الاب مسئول اجتماعيا عن حالة اسرته ومحاسب امام المجتمع على ذلك ) ولا يفارق الاسرة فالشرقيون قليلوا السفر والتنقل و يحبون الاستقرار ويفضلون دفئ الاسرة دوما يقدرون قيمة الاسرة ، لذا فالتواصل بين الاجيال يعبر عن تجانس وهرمونية رائعة فلا شئ يموت فى الشرق بزوال جيل ، ولا شئ ينتهى ، ولا حقيقة تنسى ، ولا رغبة تموت .
انقسم الشرق بفكره بين الطاو الاعظم والجين الاكبر ، بين الطاوية التى تركز على العالم الاصغر والكنفوشوسية التى تركز على العالم الاكبر ( المجتمع ) ، احداهما حركة تدعوا للسلب والسلبية والعصيان المدنى وقمة الفردية والانسحابية والانغلاق على الذات فى دوامة تتلاشى معها القدرة الفاعله وتصبح قدرة سلبية انسحابية هائمة على وجهها ( كما يعبر عنها الغربيون )، والسلبية او انتفاء الفاعلية لا توجد فى الشرق بمعنى العدمية و التلاشى بل بمعنى الانهمام بالذات وتربيتها وتأديبها فالسلب هو قمة الايجاب فى الترقى بالذات الانسانية وعالمها الاصغر ، السلب هو مصالحة للكون والطبيعة وعدم الدخول معها فى صراع ، تسليم وخضوع للقدر ورضاء به وهو اولى خطوات تغيير الواقع ان نرضى به اولا ونتعمق فى رؤية ايجابياته قبل سلبياته هذا الحس والوعى ما جعل الماليزيون يطلقون على ازمة 1998 نعمة منتنكرة لانها سمحت لهم بتعديل الذات والترقى بها ان الطاوية هى سلبية الفعل الاكثر ايجابية فعل الانهمام بالذات والترقى بها قبل الصراع مع القدر والاكوان ، فعرف الشرق ذاك العارف الصوفى الطاوى كطيف من الانسان المنسحب المتحد مع الكون واسماه العالم أو العارف وقدره وراعاه خير رعاية تقديرا لدور العلم وان كان الغرب قد نفى الطاوية والصوفية فى كلمة " جنون" ثم الان اعاد فحص مقولته تلك التى اقصت الجنون ليدرك ما فات الحضارة الغربية من علم وابداع ما اطلق عليهم مجانين ، نرجعكم الى كتاب ميشيل فوكو " تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى " فهى نقله ايدلوجية للتعامل مع الجنون واحترامه ، والحركة الاخرى كانت حركة اخلاقية اجتماعية تقدم الطاعة للقائد اى كان حاله ، والرغبة فى الاجماع اى كان المجمع عليه ، انها مسامير ذو ارتفاعات متساوية لا يشذ فيها مسمار واحد حتى لا تؤلم النائم عليها . فالتجانس بين البشر والتواصل والهارمونية هى ما يتحدى به الشرق مفهوم الموت ليحقق الخلود ولا عجب انه فى اليابان يجبر الطفل ذو الشعر الملون على صباغة شعره بنفس لون شعر الاغلبية فشعور الشرقى او الشرقيون انهم كيان واحد قوى ولقد حبتهم الطبيعة شكلا متشابه للغايه واذا رأى الاطفال طفلا اجنبيا يشذ عن هذا الشبه يتوجسون منه فيصرخ هذا الطفل ويخاف منهم ان تساويهم وتشابهم عنصر قوة وكلا الحركتين الصوفية الطاوية او الكنفوشوسية عبرا عن فكر البشر الكثر الذين ملؤا الشرق فكر السلام الاجتماعى وأذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .
الجذور الايكولوجية للقيم الماليزية :
بنظرة واحدة للخريطة الماليزية ندرك انه مجتمع ساحلى يعتمد على الصيد والصيد هو فن الصبر والانفتاح على الجديد وعدم الخوف من المفاجأت ، وانه مجتمع زراعى والزراعة فن الدأب والصبر وخصوصا زراعة النخيل و العوائد على قدر العمل وتنظيم الارض ورعاية الزرع ، وهو مجتمع تجارى دولى لاحتوائه على اكثر من ميناء فهو من هذه الجهة ملتقى ثقافات فنجد ان المرونة الثقافية مفروضة على مثل هذا المجتمع .
الابعاد ذو المنشأ التاريخى :
القيم الإسلامية :
الثقافة الإسلامية تدعم مجموعة من القيم التي رجحت الكفة التنموية لصالح الماليزيين كالصدق والإخلاص والرعاية الأسرية
خاصة إذا علمنا أن الإسلام يدعم الأخلاق التنموية كإجادة العمل كما في قوله صلى الله عليه وسلم وعند البيهقي بسند حسن ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه (كذلك التركيز كما في القران الكريم على عمارة الأرض عمارةً إسلامية خالية منالإفساد وذلك باستخلاف الإنسان فيها كما في قولة تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة(البقرة/30 . بل الأمر اكثر شدة عندما ركز الإسلام على أن الإنسان مطالب بالعمل النافع حتى آخر لحظة من حياته ("إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها"....) الحديث (رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في الجامع 1424). لذلك ينقل محمد سليم العوا رئيس مركز الدراسات الآسيوية بالقاهرة عن أنور إبراهيم الإسلامي الشهير وأحد مهندسي التنمية في ماليزيا قوله (إن التحدي الذي يواجه الإسلام هو ترويض قوى الطائفية والقبلية التي تعيش بداخله, والتي تشكل مع الاستبداد اكبر المعوقات أمام نشأة مجتمع متحضر داخل الأمة, ومن ثم فان تخلف المسلمين يعود, في نظر أنور إبراهيم إلى عوامل داخلية بالأساس. وللتعامل مع تلك العوامل فانه من المهم أن ننطلق من الواقع واحد عناصر هذا الانطلاق هو رفض مفهوم التحديث بالمعنى العلماني الغربي, وبناء نموذج للتنمية يقوم على الاستفادة من المهارات التكنولوجية الغربية مع عدم التضحية بالقيم الثقافية الإسلامية, فإذا استطاعت آسيا أن تتمكن من المهارات الصناعية للغرب, ومع ذلك تحتفظ بقيمها الثقافية, فإنها ستكون في موقع يسمح لها ببناء حضارة اعظم من أي حضارة عبر التاريخ. هذا ما قاله محاضر محمد في كتابه صوت آسيا, وهو قول ينطبق على السياق الماليزي. ففي هذا السياق يشكل الإسلام القيمة الثقافية الكبرى. فإذا استطاعت ماليزيا أن توفق بين استيعاب التكنولوجيا الغربية وتطويرها في إطار الاحتفاظ بالقيم الثقافية الإسلامية, فإنها تكون قد حققت نموذجا طيبا للتنمية ). أما الدكتور مهاتير محمد وهو الأب الروحي للنهضة الماليزية فيعتقدمحاضر انه ينبغي على المسلمين التمسك بالإسلام والنهوض من خلاله.
بل انه يطرح مفهوم " الاسلام الحضارى " وهو اسلام حقيقى جوهرى يرى جوهر الدين رسالة فى العمران مطلوبه من البشر فى مقابل رسالة من الغفران يهبها ربهم لها فتنقية الدين الاسلامى من الشوائب التراثية التى علقت به والبحث عن جوهر الاسلام واصله هو التجديد الدينى والاجتهاد المستمر وهو ما أخذ به الماليزيون فالماليزيون يحترمون المجددون من امثال حسن حنفى وتلاميذه ولا يعرون الانتباه للاصوات الوهابية المتشددة التى تنحرف بالاسلام عن صحيحة وجوهرة لذلك يرسلون بعثات للازهر ولا يرسلون بعثات للسعودية ان اسلام ماليزيا اسلام بلا قلق اسلام مستقر اسلام يقدس رسالة العمران البشرية وينتظر رسالة الغفران الالهية ويقول محاضير هذا التمسك ينبغي أن يكون بالأهداف العامة للإسلام, وليس لنموذج معين. ذلك لأنه لا يوجد نموذج أو تفسير واحد للإسلام صالح للتطبيق في كل الأحوال. ومن ثم فان التمسك بالإسلام يعنى السعي لتحقيق أهدافه من خلال آليات لا تتعارض معه. ويشمل ذلك الاستفادة من القيم الروحية والأخلاقية من الشعوب الأخرى وفي مقدمتها الشعوب الشرق آسيوية لذلك ليس غريباً أن تكون منطلقات النهضة والتنمية في ماليزيا ذات أصول إسلامية سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى القيادة والسلطة خاصة اذا علمنا بأنه يبلغ نسبة المسلمين في ماليزيا ما يزيد54% من إجمالي عدد السكان ولاشك بأن هذه الأغلبية للمسلمين قد شكلت دعامة وأرضية خصبة لمجموعة من القيم الإسلامية الأصيلة التي غذت التنمية الصناعية في ماليزيا.
الكلام نقلا عن عبد الحليم البراك : ماليزيا بلد تحت الأضواء ..(1) الأبعاد القيمية وأثرها على التنمية في ماليزيا .
القيم الملكية :
تشترك الدول الملكية فى شيئان هامان قيمة الاستقرار السياسى و أحترام القائد دون مبالغة ومدح وتدليس ودون تهوين منه فى ظل قيادة عقلانية رشيدة تقوم بأدوارها . و قيمة العمل الجماعى الا وهى القدرة على أضافة وتجميع الجهود الفردية لتصبح جماعية .
المبحث الثانى : حالة القيم الماليزية عشية الاستقلال
حالة من الكسل والاعتمادية والاحساس بالعجز وعدم القدرة على امتلاك الرؤية ، حالة من عدم التوازن ، السلطة السياسية فى يد اناس لا علاقة لهم بالسلطة الاقتصادية ، فمخططوا التنمية بعيدون عن ارض التنمية ، ومالكوا التنمية بعيدون عن تشكيل الرؤية والتخطيط الاقتصادى للبلد .
لا عدالة اجتماعية فلا مسئولية جماهيرية وشعبية عن التنمية .
المبحث الثالث : آليات تعديل القيم الماليزية لتلائم قيم تحقق التنمية والتقدم
"آلية التعليم "
يقول د/ حسن البصرى:لا نجد رئيسا من رؤساء وزراء ماليزيا إلا وقد سبق له أن يشغل منصب وزير التعليم بأستثناء تونكو عبد الرحمن بوترا الحاج أول رئيس وزراء ؟ والسؤال ؟ المطروح أى رئيس وزراء حالى او سابق فى مصر كان وزيرا للتعليم ؟ وعلى اى شئ يدل هذا ؟ "أن التعليم من المعروف له نصيب الأسد من ميزانية الحكومة الماليزية منذ بداية الاستقلال التى لا تتردد أن تنفق عليها بسخاء " وقد أثبتت الدراسات العالمية فى العامين 1998-1999 أن الميزانية المخصصة للدفاع والتجارة والسياسة فى ماليزيا منخفضة مقارنة بميزانية التعليم .
ان اكبر ميزانية فى مصر هى ميزانية الامن ؟! لماذا انه سؤال عن الاخلاق فلقد حافظت ماليزيا على المعدل المنخفض للجريمة كما أكد ذلك الدكتور السيد أمين شلبي في صحيفة الأهرام المصرية . كما يتميز الشعب الماليزي بالمسالمة و تقدير السلطة .. نقلا عن عبد الحليم البراك : ماليزيا بلد تحت الأضواء ..(1) الأبعاد القيمية وأثرها على التنمية في ماليزيا .
السؤال الان هل للاخلاق دورا فى التنمية ؟! والاجابة لد/ حسن البصرى
"وذلك لأن مسار التقدم المادى بفقدانه الجانب الاخلاقى لن يستمر ، بل من الممكن ان يتلاشى ويندثر دون ترك الاثار . وقبل ان تثبته الاحصائيات ، قد أصبح من البديهى أنه كلما قلت نسبة الفساد فى المجتمع ، بدت مسارات النهضة والتقدم فيه أكثر نشاطا وسلاسة . وكيف لا ، فالفساد هو المرض الخبيث فى المجتمع يتسلل ويتوغل ويعترض كل المساعى لتحقيق النجاح ، بل فى استطاعته أن يهدم ما بناه القوم فى سنين طويلة . والاتى هو آخر تقرير عن معدلات الفساد فى دول العالم لعام 2008 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية ( Transparency International ) التى لها فروع عدة فى أنحاء العالم وتتخذ برين كمقرها الرئيسى
تجعل المنظمة المعنية القياس لمعدل الفساد من 0 لاعلى معدل فى الفساد 10 لاقصى النزاهة من الفساد . وجائت النتيجة لمعدل الفساد فى ماليزيا هو 5.1 ، مع تحقيقها أدنى المدى للثقة هو 4.5 ؛ وأعلاه هو 5.7 ."
لذلك نجد فى التعليم الماليزى : مادة التربية الأخلاقية ، ومادة التربية الإسلامية ، ومادة التربية المدنية . وهذه المواد هى منابع الوعى الروحى والأخلاقى التى تروى الرغبات فى التحلى بمحاسن القيم ؛ ويترتب منها الرفض التام للفساد . الكلام لد/ حسن البصرى .
وفى نظام التعليم الماليزى التفوق فى الامتحان وحده لا يكفى لقياس تميز الطالب ، بل يضاف إليه القياس فى مدى مشاركته فى أنشطة اللاصفية ، مع إجتيازه أختبار مبادئ فروض العين بالنسبة للطالب المسلم . الكلام لد/ حسن البصرى .
وهنا تجئ محورية دور القيم الماليزية فى إطار ما يعرف بالقيم الاسيوية التى تتمسك بها ماليزيا والتى تشكل مع القيم الاسلامية خليطا متميزا قاد ماليزيا إلى نجاحات متتالية ، بحيث لم تمثل فى أى مرحلة عائقا نحو مزيد من التقدم فى مجتمع متعدد العرقيات ، هذا وتؤكد هذه المنظومة القيمية أهمية الانجاز والعمل الجماعى وقيمة الاتفاق مع احترام القيادة فى ظل هيراركية واضحة المعالم . الكلام لد/هدى ميتكس .
لا أجد كلام يمكن ان يقال بعد هذا ؟!
الا كلمتان بخصوص رؤية 2020 الماليزية و السؤال هل احد يعرف رؤية 2010 المصرية ؟
ان الكلمة بخصوص شيئ يهم كل الناس عن جدوى التعليم هل للتلقين والحفظ والصم والمقررارت اى معنى فى التعليم المعاصر ، وهل سوق العمل يحتاج الى هذا القدر من الاستيعاب وهى ملكة عقلية واحدة ملكة الاجترار الذى تتفوق فيه البقرة . ان ما اقصدة هنا فى تلك الفقرة
"التركيز على الصياغة المثالية للمناهج وأنشطة اللاصفية (co-curriculum ) وتزويد آليات التعليم بالتدريبات ، وتوفير وسائل المعيشة العصرية ، وإعداد أدوات التدريس الحديثة ، وإيجاد نظام الإدارة الفعال للتعليم " الكلام لد/ حسن البصرى
ما هى الانشطة اللاصفية ؟! فى ظل عدم وجود ملعب للمدارس المصرية او حتى حوش واسع ، فى ظل عدم الاهتمام المطلق باى نشاط غير صفى فى ظل تدريس العربى والحساب فى حصص الرسم يبدو ان خطة التعليم المصرى خلق ابقار قادرة على الاجترار .
اسف لان شيئا ما قد عطلنى عن البحث وهو خبر بمنع وزارة الصحة تسجيل رسائل الماجستير والدكتوراه فى طب الاطفال والنساء والتوليد لمدة سبع سنين للاكتفاء فى هذا التخصص الخدمى الهام الذى يشكل لب السياحة العلاجية فى دولة مثل ماليزيا اسمعوا لقول حسن البصرى :
مما لا جدال فيه على مستوى التعليم العالى ، أن مجال أنشطة البحث والتنوير (R&D) هى القلب النابض يمد إلى شرايين حركات التقدم بالطاقات والحيوية لتحقيق التميز ، بل تتجدد وتتطور الى الافضل . وهذه الشريحة من الاهتمامات تهم وزارة التعليم العالى حيث تخطو بالخطوات الحاسمة لتتطلع على المعالم فى دنيا المعارف التى تتطلب عملية اجراء الأبحاث ، ثم تدعم هذه الانشطة وتقوم بإنعاش كل آليات هذه المجالات للبحث والتنوير ، بل تقوم بالترويج عن منتجاتهم .
هل (R&D ) البحث والتطوير مسئولية الجامعات فقط وان كان ذلك كذلك فنقول تأهلت خمس جامعات ماليزية ان تكون ضمن افضل الجامعات فى العالم ، ولكن الحقيقة انها ليست مسئولية الجامعات ولا الوحدات ذات الطابع الخاص بالجامعات ولا حتى المراكز القومية المتخصصة للبحوث و لا حتى مؤسسات المجتمع المدنى . انها مهمة رجال التجارة والصناعة ورأس المال ؟ والسؤال كم مصنع مصرى مزود بوحدة حقيقية للبحث والتطوير وكم مؤسسة هادفة للربح مزودة بمثل هذه الوحدة الاقتصادية الهامة ان الحاج حمادة صاحب مصنع الاعلاف لا يجد اى ضرورة لوحدة مثل هذه فى مصنع اعلافه
انظر معى
عدد اعضاء الاعمال البحثية والتنموية مقابل 10000 فرد من قوة العمالة لعام 2006 ماليزيا 21.3 اليابان 131 سنغافورة 111 اتحدى ان يذكر فى هذه الاحصائية مصر واذا ذكرت تكون – كل العمالة حيث لا يسمح لاى حد يغوى او يهوى التطوير والاقتراح بان يسمع صوته لاى احد فى ظل بيروقراطية عقيمة و نظم متهالكة وحث شعبى يرفض مفهوم البحث والابداع والتطوير .
وعلى مستوى التعليم العالى ، فمن مقدمة مهام إدارته إيجاد بيئة مشجعة لأنشطة البحث المحاولة المستمرة فى تنمية ثقافة الانجذاب إلى إجراء العمليات البحثية مع (R&D) . والتنوير وأول خطوة لإدخال الفعالية فى إدارة التعليم هو إعطاء مزيد من الاستقلالية (Autonomy) والتخلى عن طابع المركزية فى صنع القرارات ، وحل المشاكل ، مع التكثيف لاستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى كل مستويات الإدارة ، وإعادة تشكيل البنية لإدارة وزارة التربية والتعليم .
ملحق 2
نموذج لمحتوى دورة تدريبية بعنوان
"مدرسة الاباء "
تستهدف القضاء على السلطوية فى التعليم والتربية العربية
التربية بين التسلط و الرعاية
· إذ قالت امرآت عمران رب انى نذرت لك ما فى بطنى محررا فتقبل منى انك انت السميع العليم ال عمران 35 فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا ال عمران 37
من أى شئ تحررت مريم ؟ من العبودية التربوية ! وهل جعلها ذلك مثال أحسن أم
أسواء للانسان المتربى .
· لاحظ
التربية صيغة تفعيل لصفة رب وهى احد اهم صفات الالوهية الا وهى الربوبية
الرب هو الراعى
وكون الله ربا اى محققا للعناية الالهية للعبد
وما كان عطاء ربك محظورا حتى على الكافر والعاصى
اى حرية اختيار هذه !
· التربية الحرة لا تتحقق الا فى ظل وجود مجتمع متحرر من التسلط اربلاستر 1994
· المجتمع السلطوى ينتج معلمون سلطويين وبالتالى ينشأ الاطفال على الخضوع و التبعية ويخلد التسلط الاجتماعى
نحن نريد جيلا من الاحرار
· قصة البقرة
اللهم انى استودعك اياها وتركها ترعى فبيعت باغلى سعر لبقرة
· الرعاية كلكم راعى وكلكم مسئول عن رعيته
· كفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول
· لا تقسروا اولادكم على ادابكم فانهم مخلوقين لزمان غير زمانكم الامام على نهج البلاغة
· لما الخوف من الحرية ؟
كل ميسر لما خلق له
صناعة المناخ الصحى وتيسير الاسباب ( دور الراعى)
المؤسسة التربوية التى نتقوقع بداخلها توفر لى
مناخ صحى
حيث
· الحرية
· التعليم المستمر
· التحفيز
· تشجيع الابتكار والابداع
· تشجيع التعاون
· توفير الامان
· الاجواء السعيدة المتفائلة المرحة
· القدوة وكان ابوهما صالحا فى صورة الكهف حتى وان كان الاب ميت
· التعاطف والتضامن والمؤازرة
عيشوا معنا ولاجلنا
ليس معنا فقط
ليس لاجلنا فقط
· لغة الجسد اكثر اللغات تعبيرا عن الحنان الدفء
· كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 68 الكهف النبى لا يصبر على ما لم يحط به خبرا فما بالك باطفالنا ( التفاهم )
· لماذا لا نربى ابنائنا بالثواب ومنع الثواب وليس بالثواب والعقاب الا تعلموا ان كثير من فرق الصوفيه تنكر الوعيد وتشهد بالوعد
الوعد الثواب الترغيب
الترهيب والانذار التهديد والوعيد العقاب
لاحظ فى ثقافتنا نقول الفتى والفتاة والصبى والصبية والغلام . وكلها امارات قوة
وفى ثقافة الغرب واتباعا له نقول الان المراهق الخطير او الضعيف فلنعد لتراثنا
المراجع :
· يزيد عيسى السورطى : السلطوية فى التربية العربية ابريل 2009 ابريل 362
عالم المعرفة الكويت
· يمنى طريف الخولى العلم والاغتراب والحرية مقال فى فلسفة العلم من الحتمية الى اللاحتمية مكتبة الاسرة 2006 .
(3) عبد الحليم البراك : ماليزيا بلد تحت الأضواء ..(1) الأبعاد القيمية وأثرها على التنمية في ماليزيا . http://www.aljsad.net/t19706.html
(4) عبد الحليم البراك : ماليزيا بلد تحت الأضواء ..(1) الأبعاد القيمية وأثرها على التنمية في ماليزيا . http://www.aljsad.net/t19706.html
(5) أ.د / حسن بصرى : التعليم فى ماليزيا : محددات للتميز العالمى : ماليزيا من منظور عالمى ، برنامج الدراسات الماليزية ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،2009 . ص13.
[i] وقت الفراغ من أهم المصطلحات العصرية فى شروط الابداع فالابداع يرتبط بعنصر وقت الفراغ وهو عنصر انثوى الاصل وكثيرا من الجامعات تنشئ اقسام للابداع ووقت الفراغ . ولقد تأثرنا بوجهة نظر انثوية ترى ان اصل الابداع ووقت الفراغ أصل أنثوى .
[ii] نبيل على 2003 " اقتصاد المعرفة المعنى و المغزى وجهات نظر 59 ص 28 . نقلا عن أبحاث مؤتمر : التربية فى مجتمع المعرفة : مقرر اللجنة : عبد السلام عبد الغفار مقرر المؤتمر : محمد إبراهيم عيد المجلس الاعلى للثقافة لجنة التربية 2006 ص 311.
[iii] رشدى أحمد طعيمة : الاتصال اللغوى فى مجتمع المعرفة 379- 439 نقلا عن أبحاث مؤتمر : التربية فى مجتمع المعرفة ، مرجع سابق ص 379
[iv] سعيد إسماعيل على التجديد و الجمود فى انتاج المعرفة التربوية 43- 76 نقلا عن أبحاث مؤتمر : التربية فى مجتمع المعرفة ، مرجع سابق ص 47
[v] طلعت منصور : مجتمع المعرفة وثقافة التنمية ص 357378 نقلا عن أبحاث مؤتمر : التربية فى مجتمع المعرفة ، مرجع سابق . ص 358 و 357
Comments
Post a Comment