رسالة من انسان متألم من التربية العربية
رسالة
من انسان متألم من التربية العربية (مساوئ التربية العربية(
العلاقة بين الاباء والابناء
بقلم : احمد حمدى حسن حافظ
بقلم : احمد حمدى حسن حافظ
وأرى
ان كلمتى هامه لانها تمثل مشاركة من حزب الابناء ،
ولقد
شجعنى فى أن أتحدث هو أحساسى انكم صادقون تجاه هذه القضية ، ليس لكم فيها مأرب
أخرى ، وفى البداية لابد أن أتسأل هل أنتم معترفون بان هناك أزمة تربية ، هل
تتفقون معى فى أن هذه الازمة تمتاز بسمتين رئيسيتين :السمة الأولى : هى أنكم أيها
الاباء لم تختاروا بعد هدفكم من عملية التربية فإذا كانت التربية هى تهذيب للشئ من
أجل أداء وظيفة معينة محددة ، فأنتم الى الان لم تصتلحون على هذه الوظيفة ، هل هدف
التربية عندكم خلق الانسان المتكيف مع البيئة أو المجتمع ؟ أم أن هدفها خلق
الانسان الصالح المثالى ؟ هذين هدفين متناقضين وعليكم أن تختاروا بينهم .
وببساطة
هل تريد ابنك حسن الخلق مثالى النزعة ومن ثم غير متكيف مع المجتمع ، وببساطة لانه
مجتمع فاسد ام تريده متكيفا مع المجتمع يعرف كيف يتفاعل معه يمشى حاله حتى لو
تنازل كثيرا ودائما عن الاخلاق والمبادئ .
والسمة
الثانية : لهذه الازمة التربوية هى فقد التواصل ولغة الحوار بين الاجيال بين
الاباء والابناءفأباء كثيرون يعيشون من أجل ابنائهم ولا يعيشون مع ابناءهم بمعنى
يعتنون بالرعاية المادية للابناء دون الاعتناء باى رعاية حقيقية لا مادية لهم
هل
تتفقون معى ان هناك ازمة بهذه السمات والملامح هل حقا انتم تؤمنون بالامل فى (حل
الازمة ) التغيير للافضل ام ان الثقافة المابعد حداثية التى تسود فى مجتمعنا الان
والذى تؤمن بأن الامل قد مات وبأستحالة تحقيق الامال فى الدنيا على الاقل ( هى
السائدة برغم اننى مؤمن باستحالة تحقيق الامال فى الدنيا الا اننى مؤمن وبعمق فى
الامل التغير الذى يحققه الامل فى الحل فبقدرتنا ان نحاول العمل للتغير للافضل )
اذا
كنتم صادقون معترفون بالازمة مؤمنون بالتغير فسأعرض محاولتى الذاتية المخلصة
الامله فى حل هذه الازمة وبنيتها على هذه الاسس الذى اعتقد فيها ( وانا لا اعرض
الاسس اى اعرض المنهج وقد دفعنى لابراز المنهج قبل التحدث عن المحاولة هو ان البعض
يتخيل انه لا معنى )
استحالة
حدوث تغير فى اى مجتمع اذا لم يتغير سلوك افراده فلا انفصام بين حال المجتمع وسلوك
الفرد فيه ، سلوك الفرد يشكل ما يؤمن به من افكار ، واقصد بالافكار هنا المعتقدات
والمبادئئ والمواقف والتى لا تكون بالضرورة معلنة لفظيا ولكنها محمولة فى سلوك
الافراد ترى من خلال تحليل هذا السلوك
خلاصة
هذا
ان
التغير مرتبط بالافكار الذى فى نفس الافراد ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بانفسهم ومن هنا كان منهجى حاولت ان ابحث عن هذه الافكار المسئولة عن هذه الازمة
من اجل تغيرها ونقدها واستبعادها ثم طرحت البديل عن هذه الافكار البديل الذى اراه
مثاليا وادافع عنه وانادى به
وانا
اعرض الاساس الذى بنيت عليه رؤيتى لا لشئ الا ان البعض يتخيل انه لا معنى للفكر
النظرى والمعتقد الشخصى اذا كنا بصدد مشاكل سلوكية من هذا النوع ويدعون بان
المطلوب هو ايجاد اليات تطبيقية
وانا
اتسأل اى تطبيق هذا الذى ينشأ من فراغ اى تطبيق هذا الذى ينشأ بدون رؤية فكرية
خلفية أو فلسفة ماورائية واضرب مثال اذا قلت لى ان ابنك شاب يتعاطى البانجو فعليك
ان تتصرف باحد هذه التصرفات
1
– تشترى له باكته بانجو كهدية
2
– تمنع عنه المصروف
3
- تعتدى عليه بالضرب
4
– تطرده
5
– تعرضه على طبيب نفسى
6
- تضربة بالنار
بالطبع
سيختلف التطبيق حسب اختلاف الرؤية الفكرية ونظرة كلا منا للحياة بل حسب اهداف
تربية كل اب
اود
ان اوجه سيادتكم الى شيئان هامين قبل البدء فى عرض الرؤية
1
– اننى ذاتى لاننى لا افترض ان الذات كاذبة يحاول التضليل
2
– اننى لا أومن بالحلول المطلقة لكننى أومن بالحلول الباحثة عن التغير
الرؤية
(تحليل الازمة ) لفكرتان
فكرة
اساسية ارها مسؤلة عن الازمة والاخرى مكلمة لها دور كبير فى الازمة
الفكرة
الاساسية هى اضطراب مفهوم الحرية لدى الاباء ومن الفكرة الاولى بعد عرضا عرضا
نقديا اصل الى انه ينبغى ان تعامل الابن على انه ند لك
الفكرة
المكملة
هى
اضطراب مفهوم دور الاباء تجاه الابناء ومن الفكرة المكملة خلصت بأن هناك دور جديدا
نسوه الاباء تجاه الابناء وهو توفير المجتمع النظيف
اولا
مناقشة الفكرة الاساسية
اضطراب
مفهوم الحرية لدى الاباء
نصحنى
اخى الاصغر ان ابدء بتعريف مفهوم الحرية لان الناس يظنون ان الحرية دلع تربوى او
انها هبه يمنون بها على الرعايا كما ان البعض يظنها متعة متعة جميلة لذيذة اسمها
الحرية من هنا اقول
يقولون
ان الانسان خلق من طين وانا ارى ان الانسان خلق من حرية فالانسان مرادف للحرية
فالحرية تشكل بناءه والانسان حكم عليه بالحرية فلم يقل لاحد ان يخلقه
حرا لان الحرية تولد المسئولية (فهى المحك الاختيارى للانسان ) وتجعل الانسان فى
قمة القلق ازاء الاختيار لانه مسئول الحرية هى ذلك المحك الاختيارى
للانسان وهذا يفسر لما يتمنى دائما الناس الا يكونوا احرارا دائما نسجن انفسنا فى
سجن مبررات وهمية ونقول لا نحن ليس احرارا حتى تتلافى عنا المسئولية لكن الحرية
واقع والحرية بمعناها مطلقة فاى قيد فيها أو شرط لا تصبح حرية
اظنكم
ادركتم ان الحرية ليس هبة منكم وانما امر واقع كما انها لا تعنى المتعة باى حال من
الاحوال لكنكم ايها الاباء
لا
تنظرون لابناءكم على انهم من جنس الانسان وساقسم الابناء الى ثلاث
طفل
تعريفكم للطفل انسان غير ناضج اتدرون لماذا تعرفونه بانه انسان غير ناضج لانه ضعيف
لا يستطيع فرض وجوده بالقوة عندها فقط عند فرض وجوده بالقوه سيكون انسان كامل فى
وجهة نظركم ايها السادة الطفل انسان حر مسئول واذا كان ينقصه الخبرة فهو ليس
الوحيد الذى ينقصه الخبرة وبالرغم من ذلك لا ننفى عن الاخرين من الذين ينقصهم
الخبرة النضج فالخبرة نسبية تتغير من زمان لاخر ومن مكان لاخر كما ان اى
انسان خبرته محدودة وقاصرة ومتطورة ونامية لكم مثل مثل انسان لم يسافر
قط قط تنقصه خبرة الصفر فلماذا لا يكون كالطفل انسان غير ناضج لا تقسروا اولادكم
على ادابكم فانهم مخلوقين لزمان غير زمانكم الامام على بن ابى طالب فى نهج البلاغة
ايها
السادة الطفل موضوعيا بمعنى صادق مع نفسه يقبل النقاش له ارادة حره انه ند لكم
ايها الكبار اذا كنتم تعاملونه على انه غير ذلك فانتم الغلابة اذ يخيل اليكم ان
الطفل دمية او لعبة لا ارادة لها ولا حرية لها ولا اختيار لها لماذا لها انكم
تظنونها لكم انها تلك الالعاب التى تحركونها كيفما شئتم وكانكم خالقينه لكنه
بالطبع ليس خلقا نزيها لان الانسان خلق من حرية وها انتم تخلقون نفس الانسان كما
يخيل لكم منزوع للحرية لا اراده له
من
حق الطفل ان يتمرد اذا كان انسان وهو بالطبع انسان خلق من حرية ولن يقبل محاولة
طمس حريته كل طفل على قدر قوته فى معركة الحياة يتمرد
ايها
الاطفال ثورا تمردوا فان اباءكم نسو انكم احرارا عنف موجه اليكم اعتداءات بمبرر
وبغير مبرر قهر تهميش اغفال لوجودكم من حقكم ان تثورا بل من واجبكم ولتعلموا ايها
الاباء
نعم
يحتاج الطفل الى تدليل من نوع لا تقدرون عليه اذا ان فاقد الشئ لا يعطيه تدليل
عواطف لا تدليل مادايات نعم كان رسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم لا يعتدى
بالضرب على ابناءه يلاعبهم يدلعهم كان الرسول جملا يثنى ظهره ليلعب عليه الحسن
والحسين كان يقول بان الكذب على الاطفال يعاقب الله عليه كان يقول من لا يرحم لا
يرحم كان العطف على الاطفال شعاره فهو صاحب لاعبوهم لسبع بريئة منك امتنا الان يا
رسول الله لا اقول لا ترعوا الاطفال لكن لا تجعلوا لهذه الرعاية معنى واحد القهر لماذا
لانكم كسالى انانيون فلا تقدرون على تربية الاطفال الاحرار كسالى لانكم لا تكفلون
لابناءكم فرصة التجريب (فى حين توفرون له التأمين عن هذا التجريب لان ذلك يقتضى
توفيرا التأمين اللازم لتجريب فهل لديكم وقت
كان
الناس زمان يشتروا مربى يتفرغ تماما لملازمة الطفل يكون الطفل حرا والملازم مؤمنا
للحرية حارس له ولسلامته فقط
الخلاصة
عاملوا
اطفالكم على انهم انداد لكم وتفرغوا لحراسة سلامته دون قهر فالطفل سيد قراره
مراهق
تعريفكم
للمراهق انسان خطير منحرف بطبعه
اما
المراهقون
قلنا
ان تعريفكم للمراهق انه انسان خطير منحرف بطبعه هل شعر احدكم يوما ما انه عورة
نتيجة سن يمر به لا ذنب له فى اختيار سنه وعمره مراهق تعنى فى اللغة ضعيف وهى كلمة
غريبة فالمراهق فى الحضارة الاسلامية
صبى
، غلام ، فتى وكلها اسماء تعبر عن القوة اما الان فالمراهق ضعيف خطير عورة
هذه
مبرراتكم للسيطرة على المراهق بدعوة انه مجنون مندفع متهور لابد اذن من فرض
وصياتكم عليه لا احترام لاى شئ يقوله او يفعله طريقة جميلة مبتكرة اقترح على
الساسة ان يقودوا بها شعوبهم ان يقولوا لو شعبنا مجنون ونحن ندرك مصلحته تتساءلون
عن عقوق بعد ذلك التساؤل لا اى عقوق هذا بل عداء وحرب ومعركة دفاع عن
وجود هذا اما ينبغى على العاقلين ان يتوقعوه من انسان ينفقون عنه صفة الانسانية
ولدك
ريحانتك سبع خادمك سبع وهو بعد ذلك اما عدوك واما صديقك الامام على بن ابى طالب
نهج البلاغة
قال
الرسول
لاعبوهم
سبع علموهم سبع صادقوهم سبع ثم اتركوا حبلهم على الغارب
والمراهقة
تبدأ من سن 14 اى سن الصداقة فى الواقع ليس ذنبكم انكم لا تدركون معنى الصداقة
لانكم لم تعرفونها لانها انقرضت من بداية العصر التباشيرى تقريبا
اظن
فى احدى المخطوطات وردت ان الصداقة اخلاص وليس رقابة او تجسس وان الصداقة تفترض
الندية لا ادرى فالمخطوطة كانت غير واضحة فهى من العصر التباشيرى
ايها
المراهقون لا اقول لكم مثلما قلت ثورا فلابد انكم ثورتم وانتم اطفال ولم تجدوا
الامل اقول لكم كبروا طنشوا تجاهلوا نفضوا فان من اجمل الاشياء ان نتجاهل ما
يقلقنا ايها الاباء الموضوع صعب ينبغى ان تعدوا الى العصر التباشيرى تحققوا فى
مخطوطاته
شاب
تعريفكم
للشاب انسان دائما على الخطأ
اما
الشباب دائما على خطأ ساقول لابنى قبل ان يصل لمرحلة الشباب فى ستين داهية اذهب
لتكسب لذتك بالشقاء والالم فقد انتهى دورى
ولا
ازيد الا محاولة لكى اسانده فى بدء حياته اما ان افرض عليه مشروع حياته ونمطها
ونموذجها مقابل ايوائى له فهذه صفقة خاسرة
ينبغى
ان يختار طريقة بنفسه
هل
سيكمل تعليمه ؟
هل
سيعمل ؟ وأى عمل ؟
هل
سيسرق ؟
من
سيتزوج ؟
هذه
ليست اسئلة مطروحة على الاباء انها مطروحة على الابناء اما اذا طرحت على الاباء
فذلك هو الجحيم الذى تحدثت عنه ايات الذكر الحكيم
من
كل ذلك اخلص الى انه عليكم معاملة ابناءكم على انهم انداد دون ان تفرضوا انكم لكم
الوصاية عليهم مادمتم تعرفون مصلحتهم وهذه مغالطة كبرى
ولتحرروهم
من رق الوالدية واذ قالت امراة عمران رب انى نذرت لك ما فى بطنى محررا
الفكرة
المكملة
اضطراب
مفهوم دور الاباء تجاه الابناء
فى
البداية تحدث عن خياران لاهداف التربية التكيف مع البيئة والمجتمع ؟ ام خلق
الانسان المثالى الصالح ؟
وانا
اقول هذا السؤال يعترف ان البيئة والمجتمع مختلف تماما عن الصلاح المثالى فى
عقولكم وكل ما ابغيه فى هذه الفكرة ان نحول السؤال للاتى
ان
التربية هى خلق الانسان الصالح المثالى للتكيف مع البيئة والمجتمع هذا طبعا يفترض
بيئة ومجتمع مثالى صالح نظيف لذلك فان للاباء دورا هاما تجاه الابناء وهو توفير
هذا المجتمع النظيف
ليس
من الاخلاص للتربية التوجه نحو الاسرة نحو الداخل ولكن من الاخلاص ايضا التوجه نحو
المجتمع نحو الخارج لجعله مثاليا والا لن يكون هناك معنى للاهتمام بالداخل نعم لن
يستطيع الاباء ان يحققوا المجتمع المثال لكن سيعهم لهذا سيغير بالطبع المجتمع الى
الافضل وسيعطى للابن القيمة الحقيقية لحياته والقدوة الحقيقية للاخلاص للوجود
الانسانى فليس دور الانسان التكاثر فقط وانما دور الانسان الاساسى كامن ليس فى
استمرار وجوده ولكن فى كيفية هذا الوجود بمعنى لا معنى للتكاثر دون الاهتمام
بمستقبل افضل من الحاضر
ان
هذا دورا جديدا للاباء
النضال
من اجل تغير المجتمع الى الافضل ذلك وحده هو الذى سيعيد مكانة الاب واحترامه
والمعنى الحقيقى من التكاثر الاستمرارى للانسان ببساطة اذا لم يكن لديك املا فى
التغير نحو الافضل فانصك الا تنجب لانك بذلك فرطت فى اولى حقوق الابناء المجتمع
النظيف
خلاصة
ان دوركم نحو الابناء هو السعى للتغير نحو الافضل وعلاقتكم بهم هى تغير المجتمع
والبيئة هى علاقة ندية متساوية وشكرا على سعة صدركم

Comments
Post a Comment