الإرادة والضمير



الإرادة والضمير

بقلم د/ حمدى حسن حافظ
يتكون الجهاز النفسى للإنسان من كفة بها الحاجات الأساسية للإنسان من أكل وشرب وإخراج ونوم وجنس وإنتماء وأثبات ذات وهى تدفعها الغرائز .
والكفة الأخرى بها الحرام والعيب والواجب والحلال والعادات والتقاليد والأعراف والسنن والقيم والأتجاهات ونكتسبها من التنشئة الاجتماعية المستمرة .
وعصا الميزان هى الارادة وتتكون بالتنشئة الاجتماعية ، والارادة هى ملكة عقلية تتجه إلى الخير وتميل إلى تحصيل الأشياء التى تجلب السعادة والسرور والإنسان القوى هو الذى يتخير لنفسه هدفا معقولا يتناسب مع قدراته ، ففى الإنسان مصادر كامنة يمكن استخدامها للوصول إلى طريق التفوق والابداع والانسان القوى يبدأ قبل عمل أى شئ بتقدير الموقف تقديرا واقعيا فيستعرض فيه القرارات المختلفة التى يمكن أن يتخذها فيدرس مزاياها ومساوئها ويوازن الدوافع التى تطرأ فى دماغه ثم يختار الذى يمليه العقل على قدر اجتهاده .
فالارادة الحقة هى عملية عقلية تقوم على ثلاثة عناصر هى التفكير – التصميم – التنفيذ ، وإذا كانت الإرادة عوراء فعلى العقل ان يقدم لها البصيرة ومثال ذلك ربان السفينة لا يترك عجلة القيادة ولا يغير أتجاهها دائما أنما يكون ملازما لعجلة القيادة حتى يراقب مسار السفينة فلا تحيد عن مسارها كذلك العقل والذكاء بالنسبة للارادة كربان السفينة .
فالشخص المندفع يبدو لاول وهلة أنه قوى الشخصية الا انه سرعان ما يكتشف ان ارادته لم تقم على العقل بل قامت على التخيلات والاوهام والاحلام والعجلة .
ولنعلم أن لكل منا صورتين صورة الانسان عن نفسه وصورته عن الاخرين والانسان السوى هو الذى تضيق المسافة عنده بين الصورتين وعكس ذلك يعنى مرضا أو
انفصاما مأسوى المواقف فليس من المعقول مثلا ان ارى نفسى فى صورة ملاك ويرانى الاخرون فى صورة شيطان والانسان الذى يرفض النظر فى صورته عند الاخرين مكتفيا بصورته عن نفسه فهو يعزل نفسه خلف ابواب موصدة سجين نفسه وعلى صورته عن نفسه فقط
والفرق بين الانسان الناجح صاحب الارادة القوية والانسان الفاشل هو ان الناجح لا يترك نفسه على هواها لا يتحكم فيها ولا يقودها ويصاب بالامراض فمثلا الذى يترك نفسه للهو واللعب ويطغى على وقت الجد سوف لا يقبل على امور الحياة الجادة وسوف يصبح عالة على الاسرة ثم عالة على المجتمع فالترويح امر ضرورى للانسان ولكن ان يصبح بديلا عن العمل فهذا امر غير طبيعى
كذلك الانسان الذى يترك نفسه على هواها قد يقود ذلك الى تعاطى المخدرات والمسكرات ويزور عليه الليل حيث الراقصات وبائعات الهوى هذا الانسان سوف
يتحطم بسرعة صحيا ونفسيا ، فالرغبات تتمدد دائما ويتسع مداها ولا تقف عند حد ، لذلك يجب وضع حدود لنفسه وتحمل المسئولية والا فلت الزمام وحدث ما لم يحمد عقباه ، ووضع الحدود لابد أن يكون بالتنشئة الاجتماعية والمهارة فى تقوية الارادة من الداخل .
؟؟


Comments

Popular posts from this blog

فلسفة اولى ثانوى الدرس الاول

اشهر 10 مشكلات فى تربية الاطفال

وسائل التربية الخمس