رسالة من أب عجوز الى ابنائه
رسالة من أب
عجوز الى ابنائه
بقلم
: د/ حمدى حسن حافظ
الى
اغلى من وهبتهم حياتى ، الى كل ابن وبنت من ابنائى فى يوم من الايام سوف ترانى
عجوزا غير منطقى فى تصرفاتى من فضلك ، اعطنى بعض الوقت وبعض الصبر
لتفهمنى ، فكم اعطيتك من الوقت لكى أفهم كلماتك المتلعثمة و المتعثرة
فى سعادة غامرة وانت طفل صغير دون ضيق او ملل ، يا بنى عندما ترتعش
يداى فتسقط الطعام والشراب على صدرى وعندما لا اقوى على ارتداء ثيابى فتذكر سنوات
مرت وانا لا امل من ان اعلمك ما لا تستطيع فعله اليوم .
يا
بنى
اذا
تاقت نفسى الى شئ فلا تدعى التعب فكم تعبت قدماى من اللف لكى احضر لك ما تحب دون
حتى ان تطلبه
يا
بنى
اذا
خرجت الكلمات منى مكررة وقصصت عليك حكايات وذكريات مرات عديدة فلا تغضب وتسخر منى
فكم كررت من اجلك حكايات وحواديت وحركات فقط لانها كانت تسعدك وترسم البسمة على
شفايفك والفرحة فى عينيك.
يا
بنى
اذا
لم اعد فى نظرك انيقا جميل الرائحة فلا تلومنى وتخجل من وجودى واذكر فى صغرك
محاولاتى لكى اجعلك انيقا جميل الرائحة .
يا
بنى
لا
تسخر منى اذا لم افهم امور جيلكم هذا ومفرداته كن انت عينى وعقلى كما كنت انا عينك
وعقلك وانت طفل صغير.
يا
بنى
انا
من ادبتك وانا من علمتك كيف تواجه الحياة انا التى كنت ترتمى فى احضانه وتتمتع
بحمايته فى كل ازمة او ضائقه فكيف تتطاول على اليوم وتحاول ان تعلمنى ما يجب وما
لا يجب .
يا
بنى
مازالت
ضحكاتك وابتساماتك تفرحنى فلا تحرمنى منها وتأتى وكأنك تؤدى واجبا و التكشيرة
مرتسمة على وجهك .
يا
بنى
لا
تمل من ضعف ذاكرتى وبطء كلماتى فسعادتى هى فقط ان اكون معك ساعدنى لقضاء ما احتاج
اليه دون ان تشعرنى بالمن او الضيق فانا مازلت اعرف ما اريد ارحم شيخوختى وضعفى خذ
بيدى فغدا سوف تبحث عمن يأخذ بيدك .
اه
لو ادرك الشباب قبل فوات الاوان ان البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت .
يا
بنى
لم
يعد فى العمر الكثير فكن معى ولا تكن على خذ بيدى الضعيفة فهذه اليد المرتعشة هى
التى سوف تثبت قدميك على الصراط وتدخلك الجنة
اغفر
ذلاتى التى قد تسبب لك الحرج واستر عوراتى فأنت اولى الناس بسترها غفر الله لك
وسترك .
يا
بنى
كنت
معك حين ولدت وتلقفتك فى حضنى وفتحت عينيك بيدى وكبرت فى اذنيك وسجدت لله شكرا فهل
يا ترى ستكون معى حين اغادر هذه الدنيا واموت فتلقنى الشهادة وتغمض بيدك عينى
وتصلى على وتدعو لى بالرحمة .
يا
بنى
اتمنى
من الله الا يحرمنى من صحبتك وحفظكم الله جميعا .
Comments
Post a Comment