انحراف الصغار



انحراف الصغار

بقلم :د/ حمدى حسن حافظ
الاصل فى الطبيعة البشرية الخير والاتزان لان كل ما هو من صنع الله سبحانه وتعالى جميل وحق فالانسان لا يولد شريرا ولا يولد عابثا مستهترا ولا يولد انانيا جشعا وانما البيئة والظروف التى ينمو فيها الفرد ويترعرع هى التى تشكل طباعه وهى التى تحدد ميوله واتجاهاته .
فانحراف بعض الاطفال لا يرجع اذن الى نقص فى طبيعتهم ولا يرجع الى نزعة دفينة فى نفوسهم ولا يرجع الى عجز فى خلقهم وانما يرجع الامر كله الى نقص فى البيئة وتعاسه الظروف وفساد التوجه وقلة الرعاية .
كذلك يتباين مفهوم الانحراف من بيئة الى اخرى ويتغير مدلوله من جماعة الى غيرها من الجماعات وهو فى تعريفه يتوقف على القيم التى يؤمن بها اعضاء الجماعة . ومن جهة اخرى فأن حياة الانسان لا تخلوا من الشوائب فلا تأتى الايام دائما بالحلو المعسول فطريق الانسان العادى غير ممهد دائما وعلى قدر اعداده يكون كفاحه وصموده وجلده وعزيمته .
الحاجة الى اتجاه ايجابى نحو المنحرف :
يمثل الصغير المنحرف فى قائمة ترتيب الاطفال الشواذ مرتبة متأخرة من حيث تقبل البيئة له ولابد للعمل مع الطفل المنحرف بمبدأ ان المنحرف طفل أولا ومنحرف ثانيا
وانه قلما يكون منحرفا لفترة 24 ساعة فى   اليوم ، وان جميع المشتغلين الفنيين يجب ان  يفرقوا بين الذنب والمذنب وقد ينبذ الانحراف ولكن يجب الا ينبذ المنحرف ان من السهل جدا ان نظهر السخط والغضب من السلوك الخاطئ للمنحرف ولكن من الصعب أن نمتنع عن مهاجمة المنحرف وابويه المهملين.
ان الطفل المنحرف يثير القليل من العطف مع انه بحاجة الى الكثير من العطف والدراسة والعلاج والطمأنينة والتقبل .
من هو المنحرف :
ينظر الناس الى المنحرف بنظرات متفاوته
فرجل الشرطة ينظر الى المذنب الصغير من وجهة نظر النواحى القانونية ويهتم اساسا بالعمل الذى يأتيه والدليل الذى يثبت قيامه بهذا العمل اما الاخصائى الاجتماعى فانه يتساءل عن معنى سلوك الحدث ودوافعه اما المعتدى عليه فيرى السلوك فى حدود الضرر الذى اصابه ووجهه نظره قد تكون مشحونه بالرغبة فى الانتقام .
ويمكن تعريف الحدث المنحرف من الوجهه القانونية بأنه يعتبر الصغير الذى يقل عمره عن سن معينة منحرفا فقط اذا حكمت عليه محكمة الاحداث نتيجة انه ارتكب عملا يخالف القانون ويمكن تعريف الحدث المنحرف من وجهة النظر الاجتماعية بانه الصغير الذى يعبر عن مشاعره بطريقة تؤذى نفسه او غيره وهو بسلوكه هذا يخبرنا انه فى حاجة ماسة الى المساعدة .
شبه المنحرفين
ان معظم الصغار اللذين يوصمون بالانحراف ليسوا منحرفين حقيقين فنحن لدينا كلمة اعمال الطيش نطلقها على الصغير الذى يأتى خطأ وهو فى طريقه الى مرحلة الرشد فالانسان لابد ان يمر بخبرات حتى يستطيع النضج ويمكن ان يندرج الخطأ تحت اسم انحراف فمثلا الصبية الذين يقذفون بالكرة نتيجة حماسهم فى لعب الكرة الى محل تحطم زجاجه .
وليس لدينا الى الان فى مصر مقياس لقياس من هو المنحرف ومن هو شبه المنحرف واصطلاح انحراف الاحداث اصطلاح فضفاض بمعنى انه يدل على انواع مختلفة من السلوك وليس على نوع معين من السلوك فهو فى ذلك مثل اصطلاح المرض فالمرض لا يدل على حاله معينة بذاتها فالمرض انواع شتى وكذلك انحراف الاحداث .
ولابد ان ندرس كل نوع دراسة علمية ونعرف العوامل المتداخلة لكل نوع وكذلك معرفة خصائص كل فئة معينة من الاحداث
عوامل انحراف الاحداث
الاتجاه البيولوجى :
يقول ان هناك سبب بيولوجى للانحراف ولكن ثبت ان المنحرفين لا داعى للاعتقاد انهم يعانون من اضطراب فى غددهم وكذلك الدراسات التى قامت على وجود معامل ارتباط بين تركيب الجسم وبين الانحراف لم يتضح منها شيئا .
الاتجاه النفسى :
يقولون ان الابناء ينقلون سلوك الاباء والامهات والاخوة وقد يعكس الاباء و الامهات والاخوات معايير سلوكية لوسط اجتماعى ثقافى جانح ويستوعب الاطفال هذا السلوك الجانح والطفل الذى لم ينل حب وعطف والديه هو طفل سلوكه متأخر فقد يستطيع ان يعيش وينمو وينضج جسمانيا ولكن سلوكه غير ناضج ومثل هذا الطفل يصبح انانيا فهو يستطيع ان يأخذ ولكنه لا يستطيع أن يعطى .
الاتجاه الاجتماعى و الاقتصادى :
يرى هذا الاتجاه ان عوامل الانحراف توجد لدى الفقراء ونقص التعليم وفى صحبة الاشرار ويقال كذلك ان الفقر ينتج ظروفا تولد السلوك اللااجتماعى
ونحن نرى
الفعل المنحرف هو سلوك بشرى نتيجة لتفاعل شخصيته تواجه موقفا معينا ونعنى بالشخصية انها الصفة التى تنتج من العوامل التكوينية والنفسية والاجتماعية والثقافية فاذا اردنا ان نتعرف على الاسباب لسلوك انسان معين فاننا لابد ان نبحث عنها فى الشخصية التى سلكت هذا السلوك فى عوامل تكوينها وفى عواملها النفسية والاجتماعية والثقافية وكذلك علينا ان نزن المواقف الذى واجهته هذه الشخصية
المنحرفين الحقيقين هناك تقسيم لانواع المنحرفين
1 – المضطرب عاطفيا
ا – المذنب الذى تعرض لقمع شديد ويظهر سلوكا قهريا فى اعمال منحرفة
ب – المذنب الذى يعانى من صراعات وتوترات تؤدى الى سلوكا سيئا عدائيا
ويعلن هذان النمطان بقدر من القلق والاعتماد على الغير
2 – المنحرف الاجتماعى :
وهو المنحرف فى قيمه الشخصية اى ان المقاييس التى يقيس عليها الخطأ والصواب غير متكونه عنده لان الرفاق والبيئة المحلية يعتبرون هذا سلوكا صحيحا .
3 – المنحرف الغير اجتماعى
معتاد ان يظهر سلوكه بشكل سافر وعدائى كدفاع ضد افراد يعتبرهم حاقدين ومتوعدين ويعمل عادة بمفرده فهو يحتاج الى ضوابط خارجية اكثر حزما الى ان يعالج ويحتاج الى الاطمئنان
خصائص المنحرفون
 استعداد دراسى منخفض – البنية الرياضية قوية – تحدى قوى – اراء متضاربة تجاه السلطة – تذبذب عاطفى – اهتمام كبير بالنفس – لا يتحمل الاحباط – روح عالية للمخاطرة ميل خلقى للانفعال الشديد  – ضعف للاستهواء – العلاقات القائمة بين الافراد فى منزل الطفل المنحرف سلبية – لا يشعر بالاطمئنان – النظام داخل الاسرة اما صارما او مترنحا منحلا – تفتقر حياة الاسرة الى التساند والتشاور – اشراف الام غير كافى – عواطف الوالدين يسودها عدم الاكتراث او العداء او التباغض – دائم الهروب من المدرسة – لا يشترك فى النشاط الاختيارى
الاتجاه الاجتماعى فى تفسير السلوك الاجرامى
تفسير ظاهرة الجريمة الى عوامل ترجع الى ظروف البيئة الاجتماعية والتى تباشر تأثيرها على الفرد
البيئة الطبيعية
انصار هذه المدرسة يقولون ان البيئة الطبيعية لها أثرها الكبير على المجتمع لانها تؤثر على افراده فالمناخ والطقس وطبيعة البيئة الجغرافية لها اثرها على الجريمة ففى بلاد الجنوب الجرائم ضد الاشخاص وفى بلاد الشمال الجرائم ضد الملكية وفى الطقس الحار تزيد نسبة الجرائم ضد الاشخاص وفى الربيع تزداد جرائم الاعتداء الجنسى وهذا التفسير يرفضه البعض لانه لا يأخذ فى اعتباره العامل الفردى
البيئة الاجتماعية
عامل طبيعى جغرافى + عامل شخصى عضوى + عامل اجتماعى فإذا اقترنت ظروف بيئة معينة بأحوال شخصية معينة بعوامل  وهناك من يرى انه يمكن اصلاح المجرم اذا تم بازاله الظروف وهناك علاقة بين الفقر والجريمة بينت الاحصاءات ان الجريمة تزداد ابان الازمات الاقتصادية .
فالاوضاع السيئة كالفاقة والمسكن الوضيع والمسكن المزدحم ونقص التعليم وعدم تكافؤ الفرص اوضاع تؤدى الى حرمان الافراد من فرص اشباع حاجاتهم الاساسية وتهيئتهم للوقوع فى الجريمة وكلما انخفض دخل الاسرة كلما اندفعت الى التفكك والاضطراب الذى من شأنه ان يؤدى بالاطفال الى طريق الانحراف .
المسكن السئ المزدحم الضيق وسوء التهوية ولايوفر للفرد القدر المعقول من الراحة فيكون طارد لافراد الاسرة الى الشارع ومن هنا تنعدم الرقابة والتوجية وتكون رفقاء السوء .
و المسكن المزدحم الضيق له اضرار نفسية ايضا غير الاضرار البدنية فهى تعرقل النمو النفسى للفرد ويؤدى الى اضطراب الشخصية وعدم النضج وتأخر الاستقلال والاستجابات المضادة للمجتمع كذلك العصبية الشديدة و التجارب الجنسية المبكرة والمنزل المزدحم يجعل الحياة احتكاكا دائما تؤدى الى نزاع مستمر مما يؤدى الى التفكك الاسرى


Comments

Popular posts from this blog

فلسفة اولى ثانوى الدرس الاول

اشهر 10 مشكلات فى تربية الاطفال

وسائل التربية الخمس